وجهت نقابة البناء السويدية "Byggnads" انتقادات لاذعة للقرار الذي اتخذه الاتحاد السويدي لكرة القدم، والذي أعلن فيه تأييده لاستضافة السعودية لكأس العالم 2023 لكرة القدم للرجال.وقالت النقابة في بيان لها اليوم إن القرار "مرفوض تماماً"، موضحة أن الاتحاد السويدي أظهر "عدم اكتراث" لشروط العمل في السعودية. وأكدت النقابة أن قرار منح البلد العربي تنظيم البطولة يضيع حقوق العمال، ويأتي على حساب حياة الآلاف من العمال المهاجرين الذين لقوا حتفهم أثناء العمل على مشاريع البناء في المملكة.ظروف العمل في السعودية "لا تطاق"وفي تصريحات لكيم سودرستروم، رئيس نقابة "بيغنادس"، أضاف أن الوضع في السعودية يعد "عارًا"، مشيرًا إلى أن المملكة لم تُظهر أي رغبة في تحسين ظروف العمل لآلاف المهاجرين الذين يعانون من "العبودية الحديثة". وذكر سودرستروم أن الكثير من العمال المهاجرين يتعرضون لانتهاكات خطيرة تشمل حجز جوازات السفر، تأخير دفع الأجور، ظروف العمل السيئة، بالإضافة إلى نظام "الكفالة" الذي يعرضهم لاستغلال من قبل أصحاب العمل."ما يحدث في السعودية هو ببساطة نوع من العبودية الحديثة، وعندما يمنح الفيفا المملكة تنظيم البطولة، فإن ذلك يشير إلى أنها موافقة على هذا الوضع"، أضاف سودرستروم.مطالب نقابة "Byggnads" والفيدرالية العالمية للبناءفي إطار انتقاداتها، دعت نقابة "بيغنادس" والفيدرالية العالمية للبناء (BWI) إلى اتخاذ إجراءات جادة لضمان حقوق العمال قبل منح أي دولة حق تنظيم الأحداث الكبرى. وشددت النقابة على أن الفيفا يجب أن يتأكد من وجود آليات حقوقية ملموسة في الدول المتقدمة للحصول على استضافة البطولة.من بين المطالب التي تقدمت بها نقابة "بيغنادس" والفيدرالية العالمية:ضرورة أن تقوم السعودية بالموافقة على الاتفاقيات الأساسية لمنظمة العمل الدولية (ILO) المتعلقة بحقوق العمال الأساسية.إنشاء صندوق لدعم العمال المهاجرين الذين تعرضوا للاستغلال.ضمان وجود آليات فحص للمنشآت السكنية والمشاريع الإنشائية قبل بدء البناء.إقامة مركز لحماية حقوق العمال المهاجرين في المملكة.خلفية الشكاوى المتعلقة بحقوق العمالوكانت الشكاوى قد تم جمعها من قبل العديد من المنظمات الدولية مثل "أمنيستي" و"هيومن رايتس ووتش" وBWI، حيث تم توثيق أكثر من 20,000 حالة من الانتهاكات التي يتعرض لها العمال المهاجرون في السعودية، بالإضافة إلى شهادات تم جمعها تكشف عن معاملة غير إنسانية لآلاف العمال.ويأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه العالم نقاشًا حادًا حول حقوق الإنسان في الدول التي تستضيف الأحداث الرياضية الكبرى، في ظل تزايد الضغط على الفيفا للتأكد من تحسين وضع العمال في هذه البلدان.الرد على قرار الفيفايشار إلى أن الفيفا قد واجه انتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب منح حق تنظيم العديد من البطولات للدول التي تتهم بانتهاك حقوق الإنسان، مثل قطر، ما أثار جدلاً واسعاً حول ضرورة ضمان احترام حقوق العمل في الدول المضيفة لهذه البطولات.