ايلفا يوهانسون..السويدية الحاكمة بأمر سياسة أوروبا للهجرة
مقالات-الرأيAa
ارتبكت أوروبا مع قيام تركيا بفتح الحدود أمام المهاجرين بداية شهر آذار/مارس، حيث بدأت الاجتماعات واللقاءات ذات المستوى الرفيع لصناع القرار الأوروبيين تتسارع.
ضمن هذه الاجتماعات برز اسم سيدة سويدية لها تاريخ طويل في السياسة الداخلية السويدية، لكن هذه المرة جاء ظهورها كمسؤولة عن ملف الهجرة إلى أوروبا وليس للسويد فقط.
إيلفا يوهانسون، وزيرة العمل السويدية السابقة والتي استلمت منصب المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية تصدّرت المشهد عبر تصريحاتها حول موجة اللجوء الجديدة وآلاف اللاجئين الذين باتوا على حدود أوروبا.
في الثالث من الشهر الحالي وخلال مؤتمر صحفي استثنائي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسيل قالت يوهانسن إن "الحدود الأوروبية ليست مفتوحة ويجب ألا تفتح"، مؤكدة على حق أوروبا بحماية حدودها في إطار احترام الحقوق الأساسية.
وأضافت يوهانسون المكلفة بملف الهجرة "بالتأكيد علينا حماية حدودنا الخارجية وبالتأكيد يجب ان يتم ذلك بشكل مناسب وفي إطار احترام الحقوق الأساسية".
المفارقة أن يوهانسن كانت من أكثر الوزراء السويديين حماساً لفتح الباب أمام المهاجرين عام 2015، وحملت على عاتقها دور حث البلديات لاستقبال اللاجئين بالتساوي.
كما دعت يوهانسن حينها الشركات السويدية إلى فتح أبوابها للاجئين وتقديم دورات تدريبية لهم، كما خاضت مفاوضات حادة مع أحزاب اليمين لإبقاء سياسة الهجرة مفتوحة.
اليوم تقع على يوهانسن مسؤولية التحضير لسياسة أوروبا الجديدة للجوء والهجرة، وإقناع وزراء الدول الأوروبية بالمقترحات الجديدة، والتي بالضرورة ستكون أكثر تشدداً من سابقاتها.
قد يكون التغير في مواقف يوهانسون إشارة مهمة لتغير سياسات حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الحاكم في السويد تجاه الهجرة، ولكنها اليوم تضع الخطوط العريضة لبقية دول أوروبا أيضاً.
وعلى الرغم من أن الخطة ليست واضحة المعالم حتى الآن إلا أنها تنذر بصعوبات جديدة أمام الراغبين بالوصول إلى القارة العجوز.