اكتر ـ أخبار الصحة :كتب باحثون في مجلة "Nature" مراجعة لآلية انتشار عدوى كورونا، ذكروا فيها أن الاحتكاك مع شخص مصاب هو السبب الرئيسي للإصابة بالعدوى، وليس ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس، ما يعني أن الحفاظ على نظافة اليدين ليس الآلية الأهم للوقاية من الإصابة. في بداية الوباء، وجد الباحثون بقايا فيروس كورونا المستجد في كل مكان تقريباً، على مقابض الأبواب، الكمامات، مقاعد الحافلات، أسرة المستشفيات والأوراق النقدية. وبقي السؤال: ما هو احتمال أن تمرض إذا لامست هذه الأشياء؟ في أبريل/نيسان، جاءت دراسة أظهرت أن الفيروس التاجي يمكن أن يعيش لعدة أيام على أسطح مختلفة، وأن يبقى قادراً على إصابة الخلايا البشرية. وقيل أنه يعيش على الأسطح الصلب، مثل البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، لمدة ستة أيام، وعلى الأوراق النقدية ثلاثة أيام، وعلى الكمامة سبعة أيام كاملة، وعلى الجلد أربعة أيام. كانت عناوين رئيسية ساخنة، ومنذ ذلك الحين، تم إنفاق قدر كبير من التركيز والأموال على التطهير ، أي تنظيف الأسطح المختلفة. كل شيء من رش الشوارع والساحات بأكملها، كما فعلت بعض الدول، إلى مسح الأسطح في أماكن العمل ومقاعد الحافلات بشكل متكرر بالكحول أو بسائل تنظيف آخر. القطرات التي تنتشر في الهواء هي الأساس الآن، أصبح الباحثون مقتنعون بشكل أكبر أن معظم حالات انتشار العدوى حدثت عن طريق الهواء والاحتكاك مع شخص مصاب، من خلال القطرات الصغيرة أو بخار الماء التي تتشكل عندما نتنفس أو نضحك أو نغني، وأن خطر الإصابة بالعدوى بالملامسة صغير نسبياً. وبحسب ما ذكر الباحثون، ليس غريباً أن تجد بقايا الفيروس في كل مكان، لكن عادةً لا تكون هذه البقايا هي التي تجعلك مريضاً. Foto: Ingela Landström/TT وقال عالم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في نيوجيرسي الأمريكية، إيمانويل غولدمان: "يمكن اعتبار هذه البقايا، جسم الفيروس (الميت)، إنها ليست معدية". وعن الدراسات التي نُشرت في الربيع الماضي، والتي أظهرت أن بقايا الفيروس على الأسطح يمكن أن تصيب الخلايا، يقول: "استندت هذه الدراسات إلى كميات هائلة من الفيروسات، لم نصادف أي منها في الحياة الواقعية". رغم ذلك، يؤكد الباحثون أن الإصابة بعدوى كورونا عن طريق لمس الأسطح يمكن أن تحدث، لكن الخطر، بكل المقاييس ، صغير نسبياً، وهو بالتأكيد ليس السبب الرئيسي لإصابة الكثير من الناس بالمرض والموت. يُعد الحفاظ على نظافة اليدين أمراً مهماً، ليس فقط لفيروس كورونا، ولكن لجميع أنواع البكتيريا والفيروسات، مثل القيء الشتوي وفيروس RS، والتي تنتشر بالتلامس بشكل أكبر.