في حادثة أثارت جدلاً واسعاً في السويد، وجدت المواطنة جوزفين روس، البالغة من العمر 29 عامًا، نفسها في مواجهة تداعيات قاسية بعد أن قامت إحدى أكبر البنوك في البلاد، سويدبنك، بتجميد حسابها البنكي وإيقاف خدمات “BankID” الخاصة بها. ووفقًا لما نقلته صحيفة «أفتونبلاديت»، فإن القضية بدأت في مايو الماضي، عندما كانت جوزفين في رحلة برفقة شريكها في منطقة كونجليف واضطرت إلى التوقف لتعبئة الوقود. عند محاولتها الدخول إلى حسابها البنكي، فوجئت برسالة تُفيد بأن حسابها «غير نشط»، وطُلب منها التواصل مع خدمة العملاء. – اعتقدت في البداية أنني ربما أدخلت الرمز السري بشكل خاطئ، فاتصلت بخدمة العملاء، لكنهم أخبروني أنني سأحتاج إلى انتظار خطاب بالبريد لمعرفة التفاصيل، دون أي توضيح إضافي، بحسب تصريحها. وبعد أسبوعين، تلقت جوزفين خطابًا من البنك يطلب منها تقديم مستندات توضح الغرض من عدد من التحويلات عبر تطبيق “Swish”، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 14,800 كرونة. شملت هذه المعاملات تحويلات مالية لشريكها لتغطية نفقات المنزل، وأموالاً حصلت عليها مقابل بيع ملابس مستعملة على منصة “Vinted”. – أرسلت جميع المستندات المطلوبة في اليوم نفسه، ولكن عندما تابعت معهم بعد أسبوعين، أكدوا أنهم تلقوا المستندات ولكنهم طلبوا مني الانتظار، كما قالت جوزفين. تداعيات مالية ونفسية مع استمرار تجميد حسابها، اضطرت جوزفين لفتح حساب جديد في بنك آخر لتلقي راتبها. ولكن بحلول الصيف، بدأت تواجه مشاكل مالية كبيرة بسبب تأخرها في دفع الفواتير، ما أدى إلى تراكم ديون وصلت إلى مكاتب تحصيل الأموال. وفي نوفمبر الماضي، تلقت جوزفين رسالة أخرى من سويدبنك تفيد بإنهاء علاقتها بالكامل مع البنك، بما في ذلك تجميد خدمات “BankID” حتى ديسمبر 2025، مما أدى إلى تفاقم وضعها المالي والنفسي. – لدي أموال عالقة في حسابي لدى سويدبنك ولا أستطيع الوصول إليها. الأمر لا يقتصر على فقدان الخدمة المصرفية، بل أيضًا عدم القدرة على استخدام “BankID” جعل حياتي أصعب بكثير، حيث أحتاجه للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصيدليات، وتسجيل الدخول إلى أنظمة المدارس الخاصة بأطفالي، وغيرها من الخدمات. خلفية قانونية “BankID” تُعد أداة أساسية للحياة اليومية في السويد، وتمتلكها سبعة بنوك رئيسية. إذا تم تجميد الخدمة من قِبل أحد البنوك، لا يمكن للعملاء الحصول على بديل من بنك آخر. ويُعتبر هذا الإجراء جزءًا من قوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تم تشديدها عام 2021. وفي تعليقها، أكدت سويدبنك أنها “تعمل باستمرار على تحديث معلومات العملاء وفقًا لمتطلبات مكافحة غسل الأموال”، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان سلامة النظام المالي. وأضاف البنك: – إذا لم نحصل على المعلومات الكافية حول مصادر الأموال أو الغرض من المعاملات، قد نلجأ إلى تقييد الحساب أو إنهاء العلاقة المصرفية. استياء واسع تُعاني جوزفين الآن من تداعيات هذا القرار، حيث أكدت أنها أُجبرت على أخذ إجازة مرضية بسبب الضغط النفسي الناتج عن الموقف. – أشعر وكأنني عالقة خارج المجتمع. لا أستطيع تحمل تكاليف شراء الهدايا لأطفالي في موسم الأعياد، وأعتمد على شبكة الدعم المحيطة بي لتجاوز هذه الأزمة. خيارات محدودة بينما يُمكن للعملاء المتضررين تقديم شكاوى إلى الجهات التنظيمية مثل هيئة ARN أو المحاكم، فإن ذلك غالبًا ما يكون عملية طويلة ومعقدة. بالنسبة لجوزفين، يبقى التحدي الأكبر هو استعادة السيطرة على حياتها المالية والوصول إلى أموالها العالقة.