في إحدى شقق سودرتاليا بالسويد، اكتُشفت جريمة مروعة هزت المجتمع بأسره. خلف باب غرفة النوم المغلق، وُجد طفلان صغيران جثتين هامدتين بجوار والدهما. الأب، بولس عبد الشهيد، البالغ من العمر 37 عامًا، اعترف لاحقًا بقتلهما. تفاصيل الجريمة البشعة بحسب المحكمة الابتدائية في سودرتاليا، خطط باولوس بدقة لجريمته، حيث لجأ إلى استخدام غاز الهيليوم لخنق طفليه. وثّقت التحقيقات قيامه ببحث عبر الإنترنت عن "أسهل الطرق للموت دون ألم"، قبل أن يشتري أنابيب الهيليوم ويجهز الأدوات اللازمة لتنفيذ جريمته. المحكمة قضت بالسجن مدى الحياة على باولوس عبد الشهيد مع ترحيله نهائيًا من السويد ومنعه من العودة. وأكدت الفحوصات الطبية أنه لا يعاني من أي اضطراب نفسي خطير، مما جعله مسؤولًا قانونيًا عن أفعاله. في صباح يوم الجريمة، 23 أبريل الماضي، قام باولوس بتسجيل غياب طفليه عن المدرسة، مصممًا على تنفيذ خطته. اصطحب الطفلين إلى مطعم "ماكدونالدز" ثم إلى متجر للتسوق، حيث سمح لهما باختيار ما يحبان من الطعام. تناولوا معًا وجبة "هابي ميل" وحلوى على طاولة صغيرة وردية اللون في غرفة المعيشة، وكأنها لحظات وداع أخيرة. بعد تناول الطعام، اصطحب باولوس الطفلين إلى غرفة النوم، حيث وضع على وجهيهما أقنعة متصلة بأنابيب الهيليوم. بعد أن فقد الطفلان حياتهما، حاول الأب الانتحار بالطريقة ذاتها، لكنه فشل. عند عودة الأم إلى المنزل في وقت لاحق من اليوم، صُدمت بمشهد طفليها ممددين بلا حراك على جانبي سرير والدهم، الذي كان مستلقيًا بينهما. المأساة خلفت صدمة واسعة بين أفراد الأسرة والجيران، حيث وصف الجميع الأب بأنه كان يظهر حبًا كبيرًا لأطفاله ولم يكن يُتوقع أن يقدم على مثل هذا الفعل. دوافع الجريمة في التحقيقات، برر باولوس فعلته بأنه لا يريد ترك أطفاله في "عالم مليء بالشرور" على حد وصفه، حيث قال: "ما الذي تبقى في هذا العالم؟ المال، الجنس، المخدرات... لا أريد أن يعيش أطفالي في هذا الواقع البشع." باولوس لم يكن لديه أي سوابق جنائية أو تاريخ في تلقي علاج نفسي أو إدمان. ورغم ذلك، أظهرت التحقيقات أنه كان يعاني من اكتئاب طويل الأمد قاده إلى اتخاذ قرار مأساوي. سؤال بلا إجابة الجريمة أثارت تساؤلات كثيرة حول مدى تأثير الضغوط النفسية على اتخاذ قرارات مدمرة. لكن يبقى السؤال الأكثر إيلامًا: كيف يمكن أن يجتمع الحب والقتل في قلب أب واحد؟