تسكن بيان برغوت في مالمو منذ ثمانية أعوام، وتُجري منذ عام 2019 دورات للحساب الذهني وطرق حل "مكعب روبيك". تقول بيان بأنّ عملها يرتكز على صقل التفكير والذكاء، وفتح أفق جديدة للعقل البشري، سواء للأطفال أو للكبار.أوقفت بيان اليوم دورات الحساب الذهني، وركزت بشكل رئيسي على المكعبات. وهي تتخذ من إحدى جمعيات مالمو الأهلية مقراً لعملها.الأعمار والآلياتينمي اللعب الذكاء الفراغي لدى الأطفال عند سؤال بيان عن الأعمار المناسبة لاتباع دورات المكعبات قالت: «الأعمار التي تعاملت معها أكثر شيء هي 13 عام، ولكن لا شيء يمنع من تسجيل الأطفال/الشباب حتّى 18 عام فالنتائج والتعامل متقارب».عند سؤالها عن الآليات التي تستخدمها في التعليم، تقول: «طالما أنّ الهدف هو شغل تفكير الأطفال والشباب بأشياء مفيدة أكثر من الآيباد والجوال واللعب الإلكتروني، فأنا استخدم أساليب تحفيز عقلية كي يشعروا بالتطوّر عندما يتعلمون حلّ المكعب».أعمق من التسليةتعلم روبيك ليس فقط بهدف التسليةخطر لي أن أسأل بيان: عندما يتعلّم أولادنا مثل هذا النوع من العمل، هل سيجنون فائدة تتخطى التسلية؟ تقول: «اللعب بالمكعبات وتعلمها من الأساليب التي تنمي الذكاء الفراغي لدى البشر، وتحمي الدماغ من الخرف المبكر. كما أنّها تعزز ثقتهم عندما يدركون قدراتهم على إعادة تركيب الألوان. إضافة لذلك أقوم بإجراء منافسات بين الأطفال من أجل السرعة والدقة تسهم في جعل التعلّم ممتعاً وينشر التحدي الصحي بينهما. الأمر الآخر أنّه يشكّل عادة لدى الأطفال بتنفيس توترهم في فكّ المكعب وتركيبه».تضيف: «الأطفال الذين لديهم نشاط وحركة كبيران بالتحديد يجعلهم اللعب بالمكعب وتعلم تقنياته أكثر صبراً وهدوءً».المكعب ليس مكعب فقط!تشرح بيان بأنّ "مكعب روبيك" الشهير لا يأتي في الحقيقة على شكل مكعب فقط، بل يأتي بأشكال مختلفة ومتعددة، منها المثمّن وأشكال أخرى. ولهذا تقول: «عندما ينتهي الطفل من تعلّم شكل محدد، يأتيه شكلٌ أكثر تعقيداً وصعوبة بهدف منع العقل من تعلّم طريقة واحدة بمعنى البصم، بل فتح المجال للتفكير بأبعاد مختلفة».ما هي مؤهلات بيان؟حصلت بيان على الشهادات منذ كانت في سوريةسألتُ بيان عن مؤهلاتها في تعليم المكعب وكيف حصلت عليها، فأجابت: «اتبعت عدداً من الدورات لتدريس المكعب والحساب الذهني عن بعد منذ كنتُ في سورية، وحصلت على شهادات نجاح واجتياز لهذه الدورات، ما جعلني مؤهلة لإعطائها».خطر لي أن أسألها، لماذا لا تدرّس في المدارس السويدية أو في المؤسسات التعليمية الشبيهة وهي التي تحمل شهادات في ذلك، فأجابت: «عند وصولي وعرضي شهاداتي على المسؤول عني في مكتب العمل لم يشجعني على التقدّم للتدريس في المدارس».عندما طلبتُ من بيان أن تتكلّم بشكل حر عن شيء لم أسألها عنه قالت: «الأهالي لا يرغبون كثيراً بتسجيل أبنائهم في الدورة التي لأنّهم يعتقدون بأنّها مجرّد لعبة وهم يفضلون أن يرسلونهم بدلاً من ذلك لدورات أخرى مثل اللغة العربية. لكن في الحقيقة قمت عمداً بإجراء الدورة داخل ليومين في الأسبوع وليس في العطلة لأني أرى بأنّ الأطفال سيقومون بذلك بشيء مفيد لا يقلّ عن الدراسة فائدة لهم».تضيف: «لقد انتبهت إلى ولدي وكيفيّة تغيره بشكل إيجابي بعد انتهاءه من الدورة، ولهذا فأنا أعرف فوائد الدورة بشكل شخصي».في الحقيقة رغم أنّي جربتُ من قبل لم أستطع حلّ مكعب روبيك، ما يجعلني ربّما بحاجة لدورة عند بيان. بأيّ حال، أتمنى لبيان ولجميع من لديه مشروع شخصي يمنح المتعة والفائدة للأطفال بأن ينجح.