أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تحذيرات حول احتمال حدوث انقطاعات في شبكة الكهرباء وخدمات الإنترنت نتيجة لعواصف شمسية قوية تجعل كوكب الأرض أكثر عرضة للخطر. يقول عالم الفيزياء الفلكية، أوربان براندستروم، من المعهد للفيزياء الفضائية، إن هذه العواصف قد تسبب مجموعة من المشكلات التي تؤثر على الحياة اليومية.تشهد الأرض حاليًا أقوى زيادة في نشاط العواصف الشمسية منذ 11 عامًا، حيث تعتبر العواصف الشمسية الشديدة نادرة لكنها قد تؤثر بشكل كبير على أنظمةنا التقنية. ويشير براندستروم إلى أن "النتائج يمكن أن تتراوح من انقطاعات قصيرة الأمد في التيار الكهربائي إلى مشكلات كبيرة في وسائل الاتصال."كيف تؤثر العواصف الشمسية على الإنترنت؟بينما تعد غالبية العواصف الشمسية التي تضرب الأرض قابلة للإدارة، فإن تزايد اعتماد المجتمع على الكهرباء والتكنولوجيا يزيد من هشاشتنا تجاه هذه الظواهر. ويضيف براندستروم: "يمكن أن تتأثر خدمات 4G والاتصالات الهاتفية. فعندما تنقطع الكهرباء عن محطات الشبكة، فإن بطارياتها الاحتياطية لا تدوم طويلاً، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال بسرعة في حال حدوث انقطاع طويل."ومع دخول الشمس في ذروتها الحالية من النشاط، من الممكن أن تؤثر العواصف الشمسية أيضًا على الأقمار الصناعية، مما يهدد خدمات الإنترنت على مستوى العالم. ورغم ذلك، يبقى من الصعب تحديد التبعات الدقيقة لهذه العواصف.ويشدد براندستروم على أن "كل عاصفة شمسية تأتي بعواقب، لكنها لن تكون مدمرة. في أسوأ الأحوال، قد نشهد انقطاعًا كبيرًا للتيار الكهربائي في مدينة كبرى."الذروة متوقعة في نهاية العاملا يزال العلماء غير قادرين على تحديد موعد الوصول إلى ذروة النشاط الشمسي بدقة، لكن ناسا تتوقع أن يحدث ذلك بين نهاية عام 2024 وبداية عام 2025. ويطمئن براندستروم الجمهور بقوله: "لا داعي للقلق، ولكن من الجيد أن نكون مستعدين لاحتمال حدوث انقطاعات طويلة."في مايو الماضي، شهدت الأرض أكبر عاصفة شمسية خلال أكثر من عشر سنوات، مما أدى إلى ظهور شفق قطبي رائع، لكن نظرًا لظروف معينة، لم تكن هناك عواقب وخيمة.ويختتم براندستروم حديثه بالتأكيد على أن "عواقب العواصف الشمسية تعتمد على مدى استعدادنا ومدى قوة العاصفة. في أفضل الحالات، يمكننا توقعها قبل ثلاثة أيام، ولكن العواقب الحقيقية تظهر فقط بعد حدوثها."