حذر مسؤول في الناتو من تصاعد الهجمات الهجينة التي تنفذها روسيا، مشيراً إلى أن الغرب قد أصبح معتاداً عليها، مما يشكل خطراً كبيراً. ارتفاع في الهجمات الهجينة الروسية منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا عام 2022، صعّدت روسيا من استخدام أساليب الحرب الهجينة، مثل الهجمات السيبرانية، التضليل الإعلامي، التخريب، ومحاولات الاغتيال. وأكد جيمس أباثوراي، نائب رئيس الناتو للهجمات الهجينة والسيبرانية والابتكار، أن هذه الهجمات أصبحت مقبولة نسبياً من قبل الغرب، وهو أمر خطير للغاية.وقال أباثوراي في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز":ى"نشهد أموراً الآن كانت ستُعتبر غير مقبولة تماماً قبل خمس سنوات، ولكننا اعتدنا عليها بطريقة ما، وهذا يشكل خطراً كبيراً". تحذير من عدد كبير من الضحايا أشار أباثوراي إلى أن هذه الهجمات قد تتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا. ولفت إلى تصاعد الهجمات التخريبية ضد البنية التحتية، مثل الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية في بحر البلطيق مؤخراً. وأضاف أن محاولات الاغتيال باستخدام مواد كيميائية أو أسلحة خطيرة أخرى قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة.واستشهد بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبوري عام 2018 باستخدام مادة "نوفيتشوك" الكيميائية. وأوضح أن الكمية المستخدمة في تلك الحادثة كانت كافية لقتل آلاف الأشخاص. استراتيجية جديدة للتصدي كشف أباثوراي أن الناتو يعمل على تطوير استراتيجية جديدة لفهم هذه التهديدات والتصدي لها والرد عليها بفعالية.وقال: "لا نريد أن نجد أنفسنا في موقف لم نفكر فيه مسبقاً حول الخطوة التالية". وأضاف أن الناتو سيجري تدريبات شاملة للتعامل مع هذه التهديدات، بما يشمل المكونات العسكرية. سياسة أكثر وضوحاً وخطوط حمراء محددة من المتوقع أن يتم إقرار الاستراتيجية الجديدة خلال قمة الناتو عام 2025، حيث ستعكس التغيرات الكبيرة في طبيعة التهديدات.وشدد أباثوراي على ضرورة تحديد خطوط حمراء واضحة تجاه روسيا فيما يتعلق بالهجمات الهجينة.وأوضح: "يجب أن نعمل على تحديد المجالات التي تشكل تجاوزاً للحدود والخطوط الحمراء". وأشار إلى أن الناتو سبق أن أعلن أن الهجمات الهجينة قد تؤدي إلى رد مسلح بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو، لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك ينطبق على الهجمات الحالية. واختتم بقوله: "ما يقلقني بشدة هو أن إحدى هذه الهجمات قد تحدث أثراً كبيراً للغاية". الهجمات الهجينة (Hybrid Attacks) الهجمات الهجينة تشير إلى استراتيجيات معقدة تستخدمها الدول أو الجهات الفاعلة لزعزعة استقرار الدول أو تحقيق أهداف سياسية وعسكرية دون الانخراط في صراع عسكري تقليدي. العناصر الرئيسية للهجمات الهجينة: الهجمات السيبرانية: اختراق الأنظمة الحاسوبية وتعطيل البنى التحتية مثل شبكات الكهرباء أو المؤسسات المالية. التضليل الإعلامي: نشر أخبار كاذبة أو حملات دعائية لتشويش الحقائق وإثارة الانقسامات داخل المجتمعات. التخريب المادي: استهداف البنية التحتية مثل الكابلات البحرية، أنابيب الغاز، أو المرافق الحيوية. استخدام الوكلاء: دعم جماعات متمردة أو مليشيات لتنفيذ هجمات بالنيابة عن الجهة التي تقف وراء الهجوم. محاولات الاغتيال: اغتيال أو محاولة اغتيال شخصيات بارزة باستخدام أساليب معقدة مثل المواد السامة. أمثلة على الهجمات الهجينة: محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال عام 2018 باستخدام مادة "نوفيتشوك". الهجمات السيبرانية على أوكرانيا لتعطيل شبكات الطاقة. التلاعب بنتائج الانتخابات في دول غربية عبر التضليل الإعلامي وحملات سيبرانية. لماذا هي خطيرة؟ الهجمات الهجينة صعبة الاكتشاف لأنها تجمع بين أساليب عسكرية وغير عسكرية. كما أنها تترك مجالاً للجهة المنفذة لإنكار تورطها المباشر، مما يعقّد عملية الرد أو توجيه الاتهامات. الناتو والدول المتأثرة بهذه الهجمات تعمل على تطوير استراتيجيات أكثر وضوحاً لرصد الهجمات الهجينة والتعامل معها بشكل حازم.