في محاولة لتحسين مهارات طلاب طب الأسنان في التعامل مع المرضى الذين يعانون من رهاب طبيب الأسنان، بدأ طلاب جامعة مالمو في السويد بالتدرّب على التفاعل مع مرضى افتراضيين يعملون بتقنية الذكاء الاصطناعي، يعانون من حالات تتراوح بين فقدان الأسنان والخوف من زيارة العيادة. في قاعة تدريب طب الأسنان بجامعة مالمو، كانت الطالبة لوفيسا إكستين تتحدث مع المريض الافتراضي "هانس"، وهو شخصية رقمية لها ملامح وصوت ولهجة أمريكية واضحة. سألت لوفيسا: «مرحباً هانس، ما الذي أتى بك اليوم؟»، ليجيب المريض الافتراضي: «أنا متوتر قليلاً لأنني أعلم أن لدي بعض المشاكل في أسناني». الطالبة إيميلي كليمنكو، التي شاركت في التجربة، وصفتها بأنها «ممتعة ومفيدة»، مضيفة: «لدى هذه الشخصيات الافتراضية شخصيات خاصة بها، وكأننا نتعامل مع مرضى حقيقيين». في السابق، كان الطلاب يجرون تدريبات من خلال تمثيل الأدوار باستخدام نصوص مكتوبة مسبقاً، لكن التجربة مع الذكاء الاصطناعي تختلف لأن الردود تتنوع حسب الأسئلة المطروحة، ما يتيح للطلاب مواجهة مشكلات شائعة مثل تسوس الأسنان، فقدان الأسنان، واستخدام النيكوتين. الطالب إيان مارسالند أشار إلى أهمية الانخراط الجاد في التجربة، قائلاً: «الأمر يعتمد على مدى جدّيتك. حاولت أن أتعامل معها بجدية، ووجدت أنها مفيدة». ووفقاً لأطروحة من جامعة يوتيبوري، فإن واحداً من كل خمسة سويديين يعاني من القلق عند زيارة طبيب الأسنان. لذلك، تركز برامج التدريب في جامعة مالمو على تعليم الطلاب كيفية طرح الأسئلة المناسبة لفهم أسباب زيارة المريض وما إذا كان يعاني من مخاوف أو مشاكل صحية أخرى. يؤكد الدكتور ألكسندر ميلوسافليفيتش، طبيب الأسنان المشرف في جامعة مالمو، أن الحوار هو الأساس في بناء الثقة وتحقيق تغييرات سلوكية إيجابية لدى المرضى، مشيراً إلى أن «الأمر ليس فقط في تنفيذ الإجراءات داخل الفم، بل في القدرة على التواصل الجيد مع المريض». ويضيف أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريب يمثل تطوراً كبيراً مقارنة بتمثيل الأدوار بين الطلاب، قائلاً: «عندما يتقمص الطالب دور المريض ويقرأ من نص، لا تكون الاستجابة واقعية كما في الحياة الحقيقية».