كشف أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة الاستطلاعات نوفوس أن حزب المحافظين (M) بقيادة رئيس الوزراء أولف كريسترسون يشهد تراجعاً في شعبيته، رغم محاولاته لإظهار نهج أكثر قيادياً خلال الأزمات الأخيرة التي هزّت السويد وأوروبا. تقدم واضح لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين أظهر الاستطلاع، الذي أُجري بين 10 و21 فبراير وشمل 2097 مشاركاً، أن حزب الاشتراكيين الديمقراطيين (S) حقق أكبر زيادة بواقع 1.6 نقطة مئوية ليصل إلى 35.4%، فيما تراجع المحافظون بـ0.7 نقطة ليصل إلى 19.4%. وجاء هذا التراجع بعد أسابيع شهدت تصاعد أعمال العنف، بما في ذلك 32 تفجيراً خلال يناير، وأكبر عملية إطلاق نار جماعية في تاريخ السويد، إضافة إلى تداعيات التصريحات الأمريكية الأخيرة التي هزت الأمن الأوروبي. كريسترسون يعتمد نبرة أكثر هدوءاً لكن التأييد يتراجع في ظل هذه التحديات، اضطر كريسترسون إلى تبني خطاب أكثر توازناً، محاولاً تهدئة الأوضاع وتوحيد الصفوف، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن موقف أوروبا الدفاعي في ظل التراجع الأمريكي عن التزاماتها الأمنية. ومع ذلك، فإن استجابة الحكومة للأزمة لم تُترجم إلى مكاسب سياسية، حيث بدا أن الناخبين يفضلون الحلول الاجتماعية والسياسات الرخوة بدلاً من التشديد الأمني. مقترح حظر بعض الأسلحة يثير الجدل أحد العوامل التي أثرت سلباً على المحافظين كان اقتراح الحكومة بتقييد استخدام بنادق AR-15 نصف الآلية في الصيد، في أعقاب حادثة إطلاق النار في أوربرو. لكن المقترح أثار غضباً واسعاً داخل صفوف الحزب نفسه، حيث انتقده الصيادون بشدة، خاصة وأن السلاح المستخدم في الجريمة لم يكن من هذا النوع. وأشار محللو نوفوس إلى أن الاقتراح لم يكن ضمن أولويات الناخبين، مما زاد من حالة الاضطراب الداخلي داخل الحزب. بعد حادثة أوربرو.. الحكومة تقر تعديلات صارمة على قانون الأسلحة التكتل اليساري يتفوق بست نقاط أظهر الاستطلاع أن الأحزاب اليسارية (S/V/Mp/C) تحظى بدعم 52.3% من الناخبين، متقدمة بست نقاط مئوية على تكتل الحكومة الحالي (M/L/Kd/Sd)، الذي حصل على 45.9% من الدعم. كما أظهر أن حزبي الليبراليين (L) والمسيحيين الديمقراطيين (Kd) لا يزالان تحت عتبة 4% المطلوبة لدخول البرلمان، مما يزيد الضغوط على الحكومة. حزب الوسط في أزمة وجودية شهد حزب الوسط (C) أكبر تراجع في الاستطلاع، حيث فقد 1.0 نقطة مئوية ليصل بالكاد إلى 4.2%. ويواجه الحزب أزمة هوية في ظل رحيل زعيمه محرم دميروك، حيث فشل في تقديم رؤية سياسية واضحة تجذب الناخبين. ويعتقد المحللون أن تغيير القيادة وحده لن يكون كافياً لإنقاذ الحزب، إذ لا يزال يفتقر إلى قضية محورية تشد انتباه الناخبين، على عكس الأحزاب الأخرى التي تتمتع بمواقف واضحة بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً. اقرأ أيضاً: زعيم حزب الوسط يعلن استقالته بعد انتقادات داخلية نتائج استطلاع نوفوس (10-21 فبراير) – مقارنة بشهر يناير الاشتراكيون الديمقراطيون (S): 35.4% (+1.6) الديمقراطيون السويديون (Sd): 20.5% (+0.2) المحافظون (M): 19.4% (-0.7) اليسار (V): 6.9% (-0.8) البيئة (Mp): 5.8% (-0.1) الوسط (C): 4.2% (-1.0) الليبراليون (L): 3.0% (+0.2) المسيحيون الديمقراطيون (Kd): 3.0% (+0.4) أحزاب أخرى: 1.8% (+0.2) ملاحظة الأرقام بين القوسين تعبر عن مقدار الزيادة أو النقص