تسبب التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية على الواردات الكندية في انخفاض حاد بأسعار بذور اللفت في أوروبا، مما أثار قلق المزارعين السويديين الذين يستعدون لموسم زراعي جديد وسط تحديات متزايدة في القطاع الزراعي. خلال الأيام العشرة الأولى من شهر مارس، انخفضت أسعار بذور اللفت بنسبة 10%، ما جعلها المحصول الأكثر تأثراً في الأسواق الأوروبية، وفقاً لبيانات بورصة Euronext للسلع الزراعية. هذا الانخفاض المفاجئ دفع المزارعين السويديين إلى إعادة تقييم توقعاتهم المالية لهذا الموسم. تأثير مباشر على السوق الأوروبية بحسب إريك نيلسون، مزارع ومنتج لزيت بذور اللفت في مزرعة غونارهويغ جنوب السويد، فإن المزارعين يواجهون تحديات كبيرة نتيجة هذه التقلبات، موضحًا: "المحصول الذي زرعناه لا يمكن تغييره الآن، علينا بيع ما لدينا عند الحصاد، ونحن نعتمد كليًا على الأسعار السائدة." السبب الرئيسي لهذا الانخفاض هو نية الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على واردات بذور اللفت من كندا، أكبر منتج عالمي لهذا المحصول. وفقًا لـأنلي كيلستراند، المديرة التنفيذية لمنظمة منتجي الحبوب والزيوت في السويد، فإن أي قيود على الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة ستؤدي إلى زيادة المعروض في السوق الأوروبية، مما سيضغط على الأسعار بشكل أكبر. "إذا أغلقت الأسواق الأمريكية أو فرضت قيودًا إضافية، فسنشهد تدفقًا أكبر لبذور اللفت الكندية إلى أوروبا، وهذا سيؤدي إلى انخفاض الأسعار لدينا"، تقول كيلستراند. هل تتأثر الأسعار في الأسواق الاستهلاكية؟ رغم هذا الانخفاض، يرى الخبراء أن المستهلكين لن يلاحظوا تغيرًا كبيرًا في أسعار المنتجات النهائية مثل زيوت الطعام في المتاجر. كيلستراند تؤكد أن التأثير سيقتصر على المزارعين، مضيفة: "لن يكون هناك تأثير واضح على أسعار زجاجات زيت الطعام، لكن المزارعين سيحصلون على عائدات أقل." على الرغم من هذا الوضع، يواصل المزارعون التكيف مع الظروف الصعبة. إريك نيلسون يصف الأمر بأنه مجرد تحدٍ جديد يضاف إلى الأزمات السابقة التي واجهها القطاع الزراعي، قائلاً: "نحن معتادون على الأزمات، كل عام يحمل تحدياته الخاصة. علينا فقط أن نتحمل ونواصل العمل."