تشهد السويد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد التحذيرات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية السويدية (SMHI)، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الطقس أصبح أكثر تطرفاً أم أن التحذيرات قد تكون مبالغاً فيها. وتقول لينيا رين فيتسكوغ، خبيرة الأرصاد الجوية في SMHI: «نحن لا نطلق التحذيرات بشكل عشوائي، بل نعتمد على أساليب دقيقة ومهنية». فصل الشتاء والتحذيرات المتزايدة يُعتبر فصل الشتاء في السويد فترة نشطة من حيث إصدار التحذيرات الجوية، بسبب التقلبات المستمرة التي تشمل الرياح والأمطار والثلوج. إلا أن هذا العام، كانت التحذيرات أكثر تكراراً مقارنة بالسنوات السابقة.فعلى سبيل المثال، أصدرت SMHI يوم الجمعة تحذيرات باللون الأصفر تتعلق بخطر الانزلاق على الطرق نتيجة الجليد المفاجئ. وقالت أولريكا أندرسون، خبيرة الأرصاد الجوية في قناة TV4: «شهدنا تقلبات كبيرة في الطقس، مع انتقال درجات الحرارة من الدفء إلى الجليد، على عكس الشتاء الماضي الذي كان أكثر استقراراً». نظام جديد يعتمد على الظروف المحلية منذ تعديل SMHI لنظامها في عام 2021، أصبحت مستويات إصدار التحذيرات تعتمد على الظروف الإقليمية بدلاً من تطبيق نفس المعايير في جميع أنحاء البلاد.فعلى سبيل المثال، تُعتبر معايير إصدار التحذيرات بشأن تساقط الثلوج في المناطق الشمالية أعلى مقارنة بالمناطق الحضرية الكبرى مثل ستوكهولم. أكثر من مجرد تنبؤات جوية أصبح الهدف من التحذيرات الجوية إعطاء الجمهور تصوراً واضحاً حول العواقب المحتملة للطقس، وليس فقط وصف الحالة الجوية المتوقعة. وتشير فيتسكوغ إلى أن الظروف الاجتماعية مثل حركة المرور الكثيفة أو الأعياد تُؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار إصدار التحذيرات.وأضافت: «نميل إلى إصدار التحذيرات في أوقات الذروة أو عندما يكون هناك عدد كبير من الأشخاص على الطرق، مثل ليلة عيد الميلاد». مراجعة دائمة للتحذيرات تعمل SMHI بالتعاون مع السلطات المحلية بعد كل تحذير لتقييم مدى ضرورته ولتحديد أي تحسينات مطلوبة. وتوضح فيتسكوغ أن بعض الأنظمة الجوية، مثل الأمطار الصيفية أو العواصف الرعدية، يصعب التنبؤ بها بدقة، مما قد يؤدي أحياناً إلى إصدار تحذيرات تغطي مناطق واسعة بينما تقتصر الآثار على مناطق محدودة. يشير خبراء إلى خطر عدم أخذ التحذيرات على محمل الجد بسبب كثرتها، وخاصة التحذيرات باللون الأصفر. وتقول فيتسكوغ: «هناك دائماً احتمال أن يشعر البعض بعدم جدية التحذيرات، وهو أمر مؤسف. لكننا دائماً نصدر التحذيرات لسبب واضح».وتشجع فيتسكوغ الجمهور على اعتبار التحذيرات بمثابة تنبيه يستدعي الحذر، حتى وإن لم يتحقق السيناريو الأسوأ. التحذيرات كوسيلة وقائية تضيف فيتسكوغ: «الهدف الأساسي من التحذيرات هو الوقاية وتقليل العواقب المحتملة. نحن نقرر إصدار التحذيرات بناءً على تقييمنا لاحتمالية حدوث عواقب، لكن ذلك لا يعني أن الخطر مؤكد بنسبة 100٪». تحذر SMHI الجمهور من أن التنبؤات الجوية تحمل بطبيعتها نسبة من عدم اليقين، ولذلك قد لا تتحقق كل التحذيرات بشكل كامل. ومع ذلك، تظل هذه التحذيرات أداة أساسية لتقليل المخاطر.