ماذا لو كان هنالك شركة مثل Tesla ولكن للمياه بدلاً من السيارات الكهربائية؟ هذا ما تريد شركة Wayout السويدية أن تفعله (وهي تقدم أنظمة إنتاج مياه كاملة للتغطية المحلية لمياه الشرب المثالية)، حيث قامت الشركة بإنشاء مصنع صغير يمكن توصيله في أي مكان في العالم حيث توجد طاقة ومصدر للمياه، ويمكن للمصنع الذي بحجم حاوية قياسية إنتاج المياه والمشروبات مع الحد الأدنى من البصمة البيئية.يقول المدير الإبداعي مارتن رينك Martin Renck: "هنالك نفايات ضخمة تحدث الآن، ولا يوجد سبب للحصول على المياه من بلدة إيفيان Evian في سويسرا ونقلها في زجاجات بلاستيكية حول العالم، فالمياه موجودة في كل مكان ويمكن لنظامنا أن يجعل هذه المياه نظيفة ويسمح لك بشربها مباشرة".أنابيب المياه الافتراضيةيؤكد مارتن رينك أننا لا نستطيع أن نفعل نفس الشيء الذي بدأناه قبل بضع مئات من السنين، فحان الوقت لنموذج صناعي جديد، حيث قال: "في العديد من البلدان في العالم هنالك فرصة كبيرة للقفز، لا توجد خطوط كهربائية، ولا كابلات نحاسية للاتصالات، ولا أنابيب مياه، ولا حتى طرق، ولا يمكننا تحريك مدينة بأكملها لحفر كل هذا، لذا علينا أن نجد طريقة جديدة".بدلاً من أنابيب المياه المادية، يمكن أن تكون هنالك أنابيب افتراضية، وبدلاً من التحقق المادي من حالة نظام المياه، يمكن إجراؤه باستخدام أجهزة استشعار تنتج كميات هائلة من البيانات، وكما يقول المدير التنفيذي لشركة Wayout أولف ستينهاج Ulf Stenerhag: "يمكنني الآن من ستوكهولم أن أرى بالضبط كيف يعمل مصنعنا الصغير في سيرينغيتي، تنزانيا، نقيس كل شيء ونتحقق من الإنتاج وجودة المياه، وهذا يعني أيضاً الصيانة الاستباقية"، كما أضاف: "في النهاية يمكننا رؤية وفهم أنماط الاستهلاك، ونحصل على ذكاء الأعمال من النظام البيئي بأكمله ويمكن على سبيل المثال ربط ذلك بالتأثيرات الصحية".النمو أكثرمن أجل أن تصبح كبيراً وأن تزود العالم كله بمياه الشرب النظيفة، هنالك حاجة إلى العديد من الأشياء، حيث يقول أولف: "نحن شركة ناشئة من ستوكهولم، ومن أجل تحقيق نتائج سريعة نحتاج إلى أصدقاء أقوياء، ولهذا السبب تم إنتاج وحداتنا بواسطة Alfa Laval، ولديهم مصانع في جميع أنحاء العالم، كما تعمل Ericsson على بناء نظام إنترنت الأشياء وتوفر Telenor الاتصال بينما توفر Siemens الأتمتة"، ويؤكد أولف أن هذه الشركات ليست مجرد موردين ولكن شركاء، وهو أمر ضروري من أجل التحول إلى الصناعة من حيث الحجم والتسعير، حيث يقول: "إذا اعتقدت دولة قومية أن هذا مثير للاهتمام كطريقة لإنشاء نظام مياه مشترك، فلا يمكننا القول إننا سننجز في غضون عامين، يجب أن نكون قادرين على التوسع بسرعة".الماء كخدمةالمصنع الصغير بحجم الحاوية هو مقاس واحد يناسب الجميع والعمود الفقري لنموذج الأعمال، ويمكن لمصنع واحد تنظيف 150 ألف لتر من المياه شهرياً حتى مياه البحر، وفي المناطق الأكثر دفئاً من العالم هذا يعني أن حوالي 1000 شخص يمكنهم الحصول على احتياجاتهم اليومية من مصنع واحد، وفي الأجزاء الأكثر برودة من العالم يكفي 2-3000 شخص، لذا فإن 10 وحدات تعني 10000 شخص.في هذا الصدد يتم توفير كل شيء على أنه Water-as-a-Service تدفعه مقابل كل لتر، وهذا يعني عدم وجود استثمار رأسمالي كبير ويقلل من العوائق أمام المزيد من المجتمعات للحصول على مياه نظيفة.