شهدت السويد زيادة مقلقة في عدد الأطفال دون سن 15 عامًا الذين يُشتبه في تورطهم في خطط قتل، حيث زاد عددهم أكثر من ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي. تشير التقارير إلى أن تجنيد هؤلاء الأطفال يمكن أن يحدث بسرعة كبيرة من خلال الهاتف، مما يثير القلق حول الاستراتيجيات المتبعة من قبل الشبكات الإجرامية.وفقًا لأرقام جديدة من هيئة الادعاء العام في السويد، هناك 93 طفلًا دون سن 15 عامًا يُشتبه في تورطهم في خطط قتل، سواء كان ذلك في القتل نفسه أو المساعدة في القتل أو محاولة القتل، حتى نهاية يوليو من هذا العام. في نفس الفترة من العام الماضي، كان العدد 26 فقط. توضح الشرطة أن هذه الزيادة الكبيرة في عدد الأطفال المتورطين في مثل هذه الجرائم تعود إلى أن عملية التجنيد أصبحت أكثر احترافية وسرعة، حيث تتم الآن عبر الوسائل الرقمية، مما يجعل من السهل على الشبكات الإجرامية استهداف الأطفال وتجنيدهم.تشير المدعية ليزا دوس سانتوس، التي تعمل ضد الجريمة المنظمة، إلى أن المهمة الإجرامية قد تنطلق وتُنفذ في غضون ساعات قليلة فقط. وأكدت على ضرورة تحمل الآباء مسؤولية أكبر في مراقبة استخدام أطفالهم للهواتف المحمولة ومنعهم من الوصول إلى هذه التطبيقات.خطر الشبكات الإجرامية والتحديات المستقبلية:تعتمد الشبكات الإجرامية على الوصول السريع إلى الشباب من خلال منصات التواصل الاجتماعي والخدمات المشفرة مثل تيليغرام، حيث يتم تداول قوائم القتل وأسماء الأشخاص المستهدفين مع مبالغ مالية تصل إلى مليون كرونة سويدية كمكافأة. تؤكد الشرطة أن هذه الأموال، رغم ضخامتها، لا تستحق المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال وعائلاتهم نتيجة لهذه الأنشطة الإجرامية.تشير دوس سانتوس إلى أن العديد من الأطفال الذين ينخرطون في هذه المهام الإجرامية لا يعرفون الشخص الذي طلب الجريمة أو حتى الهدف منها، مما يجعل الوضع أشبه "بمجموعة عمل" مفتوحة. وتضيف أن بعض هؤلاء الأطفال يعيشون حياة طبيعية تمامًا، ويذهبون إلى المدرسة ويمارسون أنشطة ترفيهية، مما يزيد من صعوبة كشفهم قبل فوات الأوان. طالبت الشرطة والمدعون العامون بأن تتحمل الشركات التكنولوجية مسؤولية أكبر لمنع استخدام منصاتها في مثل هذه الجرائم.