أشار تقرير حديث صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، إلى احتمالية سيطرة تحالف الأحزاب اليمينية للمرة الأولى في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/ حزيران المقبل، في تحوّل ينذر بتأثيرات بالغة على سياسات رئيسية، مثل مكافحة تغيّر المناخ، ودعم أوكرانيا.ويُظهر التقرير، الذي أعده عالما السياسة سايمون هيكس، وكيفين كننغهام، أن أحزاب الوسط الرئيسية قد تخسر الدعم المقدّم لها بشكل كبير، فاتحاً ذلك المجال لتحالف جديد بين الأحزاب المحافظة واليمينية المتطرفة. ووفقاً للمؤلفيّن، يُعدّ هذا التحوّل بمثابة "نداء صحوة" لصانعي السياسة في الاتحاد الأوروبي، إذ من شأنه أن يؤثر كذلك على السياسات الوطنية للدول الأعضاء، ويعزّز مواقف دول مثل المجر وإيطاليا وسلوفاكيا والسويد، التي تسعى لتقييد نفوذ الاتحاد الأوروبي من الداخل.وفي ختام التقرير، قال مؤلفاه إنه من الضرورة بمكان أن يقوم صانعو السياسات بالتأكيد على فوائد التعددية وحماية الديمقراطية وسيادة القانون، وأن هذا الأمر يقع على عاتقهم، وليس على عاتق الأطراف الهامشية، فهم الأقدر على حماية الحقوق الأوروبية الأساسية.أحزاب شعبوية تتصدر تسع دولتوقّع التقرير أن تتصدّر الانتخابات الأحزاب الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي في تسع دول أعضاء، بينما تحتل الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية المراكز الثانية في دول أخرى. كما يُشير التقرير إلى أن كتلة الهوية والديمقراطية (ID) قد تحصل على 40 مقعداً إضافياً، ما يجعلها ثالث أكبر قوة سياسية في البرلمان، كما توقع أن تخسر الائتلافات اليسارية واليمينية الوسطية مقاعدها، مع تنامي نفوذ الأحزاب اليمينية المتطرّفة، بالإضافة إلى تأثير العودة المحتملة للرئيس الأسبق دونالد ترامب إلى سدّة الحكم في الولايات المتحدة، وكل هذه العوامل قد تعيق الشراكات الدولية الدفاعية الأوروبية.السويد تسير عكس التيار الجديدعلى عكس الاتجاه العام في أوروبا، تبرز السويد كنموذج مختلف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية. حيث يشير التقرير إلى تزايد الدعم الموجه للحزب الاشتراكي الديمقراطي S، بقيادة ماغدالينا أندرشون، الذي ينتمي ليسار الوسط، وهو الدعم الذي تعزّز بشكل ملحوظ بعد أن أصبح الحزب الأكبر في الانتخابات الوطنية في سبتمبر/ أيلول 2022.ومع ذلك، فإن حزب ديمقراطيو السويد SD، الذي يمثل اليمين المتطرف، لا يزال في موقف قوي، حيث يُتوقع التقرير أن يحتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات، متقدماً على حساب حزب الوسط C، الذي يواجه احتمالية التراجع نظراً لدعمه غير المعلن لحكومة أندرشون الأقلية.