اكتر-مقال رأي : أظهر استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي في معظم الصحف السويدية، أن واحدًا من أصل خمسة سويديين -أي أكثر من 20% من الشعب السويدي- لا يرغب بمجاورة أشخاص من أصول مهاجرة. وباعتبار العرب هم الشريحة الأكبر من المهاجرين في السويد، ولمروري شخصيًا بتجربة مريرة مع جار سويدي أذاقني وعائلتي مرارة العنصرية علقمًا، أكتب مقالي هذا. مؤلمة هي الأحكام المسبقة وملعونة هي القوالب النمطية! توصد الأبواب بإجحاف أمام ثقافة القبول والمحبة والوئام، وتغتال أي محاولة لتعزيز الأواصر الإنسانية بأرقى صورها. هي نار تحرق الأخضر واليابس، الطيب واللئيم، الودود والبغيض، فلا تترك مجالًا للجمال أن يسود وللطيب أن يفوح. قد نكون بطبعنا شعوبًا اجتماعية صاخبة بعض الشيء، إلا أن هذا لا يدل على عدم احترام أو تعمد للإساءة، بل هي سمة عامةد مكتسبة اجتماعيًا، تمامًا كما أن الهدوء والعزلة وندرة التواصل هي سمة يتميز بها المجتمع السويدي. ولا أنكر في الوقت ذاته وجود ممارسات فردية مسيئة، لكنها تمثل أصحابها ولا يجوز معها التعميم. لا أريد أن أقع في فخ التعميم أنا أيضًا، لكنها كلمة حق لا بد أن تقال؛ نحن شعوب تقدس الجار وتحترمه، بل ترفعه في كثير من الأحيان إلى مكانة ترقى إلى مكانة الأهل والأقارب، فتهبّ لعونه ولا تتوانى عن حضور أفراحه وأتراحه. نحن شعوب تربّت على إكرام الجار وتفقده وكف الأذى عنه، وكتبنا وثقافتنا وتعاليمنا الدينية التي تعج بمئات الوصايا التي تربينا عليها، خير دليل على ذلك. فلا ضير في أن نجسّد جميعًا هذه التعاليم أفعالًا، ولا بأس في أن نشهر دليلنا جليًا في وجه الكراهية فننتصر عليها، فلا تتوانوا في إلقاء السلام أو التهادي أو حتى التبسم في وجه الآخرين، فحرب جاري ضدي لم تصمد أمام أسلحة استعرتها من إرثنا؛ طبق طعام ساخن وشمعدان نحاسي بسيط وكلمة محبة ألقيتها في وجهه. بقلم الصحفية والمترجمة : آلاء أبو شحوت