كشفت إحصائية جديدة عن فجوة لغوية عميقة تعيق اندماج المهاجرين في سوق العمل السويدية. فبحسب دراسة أعدتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، يعاني ثلث المولودين خارج السويد من ضعف كبير في مهارات القراءة، يمنعهم من فهم المعلومات الضرورية للمشاركة في الحياة المهنية. وبحسب الدراسة، التي استندت إلى بيانات من عام 2023 ونشرت مطلع هذا العام تحت عنوان «PIAAC»، فإن هذه الفجوة تنخفض بشكل كبير بين المولودين داخل السويد، حيث لا تتجاوز نسبتهم 4 بالمئة. الفشل في التعليم الأساسي وتنعكس هذه الفجوة أيضاً على نتائج التعليم، حيث أظهرت الدراسة أن ربع الأطفال من خلفيات مهاجرة لا يتمكنون من اجتياز التعليم الأساسي. كما أن نصف النساء المولودات خارج أوروبا والمقيمات في السويد غير قادرات على إعالة أنفسهن مالياً. في تحول لافت، أظهرت بيانات مصلحة المدارس (Skolverket) أن غالبية طلاب مادة «السويدية كلغة ثانية» (SVA) في المدارس الأساسية باتوا من مواليد السويد، بعد أن كانت النسبة في السابق تميل للمهاجرين. ففي العام الدراسي 2019/2020، شكّل المولودون في السويد نحو 40 بالمئة من أصل 137 ألف طالب يدرسون SVA، بينما وصلت النسبة هذا العام إلى 53 بالمئة من أصل 156 ألف طالب. وشهدت السنوات التسع الأخيرة ارتفاعاً مستمراً في عدد طلاب هذه المادة. آلية التصنيف تثير الانتقادات ويُمنح الطلاب في المدارس الأساسية حق الدراسة ضمن فصول SVA بناءً على قرار من مدير المدرسة، إذا توفرت أحد الشروط التالية: أن يكون للطالب لغة أم غير السويدية، أو كان قادماً من مدرسة خارج البلاد، أو كان مولوداً في الخارج ويتحدث السويدية في المنزل مع أحد الوالدين. أما في المرحلة الثانوية، فيُترك القرار للطالب نفسه. وكانت منظمات حقوقية، بينها «أنقذوا الأطفال»، وجّهت في عام 2020 انتقادات لاذعة لنظام تصنيف الطلاب، مشيرة إلى أن كثيراً من الأطفال يوضعون في صفوف SVA بشكل اعتباطي دون تقييم فردي، ما قد يؤثر سلباً على تحصيلهم الأكاديمي. بيانات توضح التغيير وفيما يلي تطور نسبة الطلاب المولودين في السويد ضمن صفوف SVA خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لإحصاءات Skolverket: العام الدراسي عدد طلاب SVA نسبة المولودين في السويد (%) 2019/2020 137314 40 2020/2021 143275 42 2021/2022 143789 44 2022/2023 150452 46 2023/2024 153105 49 2024/2025 156302 53 وتثير هذه المعطيات تساؤلات واسعة حول فعالية سياسة التعليم اللغوي، وأثرها على العدالة التعليمية والاندماج الاجتماعي