يعاني واحد من كلّ خمسة أشخاص من جفاف الفم، وهو الأمر الذي يؤدي بشكل كبير إلى رائحة الفم الكريهة وزيادة خطر التسوس ومشاكل الأسنان الأكبر. الأمر الجديد هنا أنّ جفاف الفم كان يرتبط عادة بكبار السن، ولكنّ دراسة لجامعة مالمو أظهرت بأنّه يزداد انتشاراً بين الفئات الأصغر عمراً. لهذا تواصلتُ مع الباحثة المسؤولة عن الدراسة في: أميلا فيسيتش Amela Fisic، لنستفهم عن أسباب هذا الانتشار، وما هي الخطوات المستقبلية للحدّ منه وفهمه أكثر.من الجدير بالذكر أنّ دراسة فيسيتش هي الوحيدة من نوعها في السويدFoto: Johan Nilsson/TTإهمال الأصغر سناًأظهرت دراسة فيسيتش من جامعة مالمو بأنّ أخصائيي الأسنان لا يسألون المرضى الأصغر سناً عن جفاف الفم لديهم بقدر ما يوجهون السؤال للأكبر سناً، وهذا يؤدي بالتأكيد إلى أخطاء إحصائية وسوء في التقدير.تشير الدراسة، وهي الجزء الأول من مجموعة أبحاث للدكتواره تقوم بها فيسيتش، أنّ هناك أسباباً أخرى غير إحصائية قد تكون هي السبب في ارتفاع حالات جفاف الفم بين فئة الشباب، وهي زيادة استخدام الأدوية التي لها أعراض جانبية، مثل أدوية الاكتئاب. طلبتُ من أميلا أن تخبرنا عن مدى الانتشار بالنسب المئوية، لكنّها أخبرتنا بأنّ هذه النسب لم تكن من أهداف الدراسة، ولهذا فليس هناك إحصاء دقيق عن مدى انتشارها، بل فقط مؤشرات على هذه الزيادة.لكن في دراسة من جامعة يوتوبوري تُظهر النتائج أنّ انتشار جفاف الفم العام هو 43٪، وأنّ انتشاره بين النساء أكبر بنسبة 61.2٪. والانتشار الأكبر له بين الذين يأخذون خمسة أدوية أو أكثر في وقت متقارب، حيث تصل النسبة إلى 71.2٪.دور أخصائيي الصحةبالعودة إلى دور أخصائيي صحة الأسنان الدوريين: تسلط النتائج التي توصلت إليها الدراسة الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه اختصاصيو صحة الأسنان الدوريين في تحديد وجود جفاف الفم ومعالجته، وغالباً ما يكون دورهم أكبر من غيرهم من الأخصائيين. يأخذنا هذا إلى الممارسات أو الأساليب التي مكنت هؤلاء من أن يكونوا فعالين بشكل خاص في هذا المجال؟ هل هناك دروس يمكن لأعضاء آخرين في طواقم رعاية الأسنان تعلمها من نهجهم؟تشرح أميلا بأنّه في السويد، يتم إجراء معظم فحوصات الأسنان في مراكز رعاية الأسنان العامة بواسطة أخصائيي صحة الأسنان الدوريين، ولهذا السبب يكون لهم دور مهم في سؤال المرضى عن مشاكل جفاف الفم وملاحظة الأعراض السريرية لجفاف الفم. تشدد أميلا على أنّ الوقاية هي جوهر اختصاص أخصائي صحة الأسنان الدوريين. ولهذا ترى بأنّ جميع المتخصصين في طب الأسنان يهتمون بهذه المجموعة من المرضى. المشكلة هنا هي في وجود نقصٍ في متخصصي طب الأسنان في السويد، الأمر الذي يدفع أطباء الأسنان عادةً إلى التركيز على المهام التي لا يكون أخصائيو صحة الأسنان الدوريين مؤهلين للقيام بها، مثل العلاج الترميمي الذي يحتاج إلى أخصائيين جراحة تجميلية أكثر خبرة. العوامل التي قد تساهم في هذه الزيادة بشكل أدق، وإن كان هناك اتجاهات مجتمعية أو ممارسات رعاية صحية محددة في السويد قد أثّرت على هذا التحوّل.ليس الأمر هيناً كما يبدو، فوفقاً لفيسيتش، هناك أكثر من 500 نوع من الدواء التي يمكنها أن تسبب جفاف الفم، ولهذا من المهم أن يتمّ توعية المرضى بالمضاعفات بشكل أفضل، وبأساليب العلاج البسيطة والوقاية التي يمكنهم أن ينهجوها، وخاصة الأصغر سناً.Foto: Pauli Pulkkinen/TTالحاجة للمزيد من البحثكما ذكرت أميلا، فدراستها جزء من مشروع أكبر يهدف إلى مواصلة استكشاف إدارة جفاف الفم. لكن بناءً على عملها حتى الآن وحسب، ما هي مجالات البحث أو الممارسة الرئيسية التي تعتقد أنها تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لتحسين رعاية الأفراد الذين يعانون من جفاف الفم، وخاصة المرضى الأصغر سنًا؟تعتقد أميلا أنّ المجال الرئيسي هو استكشاف كيفية التعامل مع المجموعة المحددة في رعاية صحة الأسنان والرعاية الصحية الأولية. يركز بحثها المستقبلي على استكشاف تركيبة اللعاب لدى الأفراد البالغين الذين يعانون من جفاف الفم، ومقارنتها بالضوابط التي لديها إفراز لعاب طبيعي ولا تعاني من جفاف الفم. تأمل أميلا في تحديد الاختلافات المتعلقة بمكونات محددة والتي يمكن أن تؤدي إلى تطوير منتجات رعاية صحيّة قادرة على تخفيف مشاكل جفاف الفم. تضيف بأنّه سيكون من المثير للاهتمام أيضاً دراسة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 23 عاماً والذين يعانون من جفاف الفم. لكنّ هذا يبقى مشروعاً مستقبلياً بعيداً، وقبله هناك العديد من الخطوات.