في حين أن الإفراط في التغذية يزيد من خطر الإصابة بالأمراض من خلال تأثيره على المناعة والتمثيل الغذائي، فإن تقييد السعرات الحرارية والصيام مفيدان للصحة.ففي دراسة جديدة نشرتها مجلة Cell Press، حددت التغيير الناجم عن الصيام في هجرة وحيدات النوى (وهي إحدى أنواع الكريات البيضاء أو خلايا الدم البيضاء) الدورة الدموية إلى النخاع العظمي، والذي بدوره يطيل من عمر الخلية الأحادية ويغيّر قابلية الإصابة بالمرض، بعد تجارب قاموا بإجرائها على الفئران.بالإضافة إلى ذلك، بيّنت الدراسة أن الصيام تسبّب في عودة وحيدات النوى بسرعة من الدم إلى نخاع العظم، وتم تنظيم عودتها عن طريق إطلاق الكورتيكوستيرون (المسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للدهون والبروتينات والكربوهيدرات) من الغدة الكظرية، مما زاد من مستقبلات CXCR4 الكيميائية.رغم أن النخاع يعد ملاذاً آمناً لوحيدات النوى أثناء ندرة المغذيات، إلا أن إعادة التغذية دفعت إلى التعبئة وبلغت ذروتها، وهذه التحولات غيّرت بدورها الاستجابة للعدوى البكتيرية.في ضوء ذلك تُظهر الدراسة أن النظام الغذائي (على وجه الخصوص التوازن الديناميكي الزمني للنظام الغذائي) يعدّل من عمر وحيدات النوى للتكيّف مع الضغوط الخارجية.ما دور CXCR4؟يوفّر CXCR4 تعليمات لصنع بروتين مستقبِل يمتد على الغشاء الخارجي للخلايا، وتحديداً خلايا الدم البيضاء وخلايا الدماغ والحبل الشوكي (الجهاز العصبي المركزي)، وتحتوي بروتينات المستقبلات على مواقع محددة تتلاءم فيها بروتينات أخرى معينة، تسمى الروابط، مثل المفاتيح في الأقفال.بعد ربط مركبته الترابطية المسمى SDF-1، يقوم بروتين CXCR4 بتنشيط مسارات الإشارات داخل الخلية، وتساعد هذه المسارات في تنظيم نمو الخلايا وانقسامها أي تكاثرها، والعملية التي تنضج بها الخلايا للقيام بوظائف محددة وبقاء الخلية.وبمجرد تنشيط الإشارات، تتم إزالة بروتين CXCR4 من غشاء الخلية (داخلياً) وتقسيمه بحيث لا يمكنه تنشيط مسارات الإشارات بعد الآن.الجدير بالذكر أن CXCR4 يشارك أيضاً في حركة (هجرة) الخلايا، حيث تنجذب الخلايا التي تحتوي على بروتين CXCR4 في غشائها إلى SDF-1. توجد مستويات عالية من هذا الليجند (أي الجزيء الذي ارتبط) في نخاع العظام، مما يساعد خلايا دم معينة على الانتقال إلى نخاع العظام والبقاء فيه حتى يتم الاحتياج إليها في مكان آخر من الجسم.تجدر الإشارة إلى أنه يعد الاحتفاظ بخلايا الدم المبكرة المعروفة باسم الخلايا الجذعية المكونة للدم في نخاع العظام أمراً مهماً لضمان توفر الخلايا الجذعية عند الحاجة، كما تبقى خلايا الدم البيضاء أيضاً في نخاع العظام حتى يحتاجها الجسم لمحاربة العدوى.[READ_MORE]