مع اقتراب موسم العطلات الصيفية، يستعد ملايين السويديين لفترة من النفقات الإضافية التي قد تصل إلى عشرات الآلاف من الكرونات شهرياً، خصوصاً بالنسبة للعائلات التي لديها أطفال. وقال الخبير الاقتصادي أميريكو فرنانديز من بنك "SEB" في لقاء مع برنامج "Nyhetsmorgon": "الأمر يطال العائلات بشكل خاص"، مشيراً إلى أن السويديين يملكون تقليداً في قضاء إجازات طويلة، خاصة في حال وجود أطفال في المدارس، ما يزيد من النفقات خلال الصيف. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "Demoskop" لصالح "SEB"، يخطط السويديون لإنفاق نحو 17 ألف كرونة إضافية في المتوسط على عطلة هذا العام، بزيادة تقارب 5 آلاف كرونة عن صيف العام الماضي.لكن الفروق كبيرة بحسب الدخل؛ إذ يتوقع أن ينفق أصحاب الدخل المرتفع أكثر من 33 ألف كرونة، بينما لا تتجاوز نفقات أصحاب الدخل المنخفض 6 آلاف كرونة، وقد انخفضت مقارنة بالعام الماضي. ضغط اجتماعي ونفقات متصاعدة أشار فرنانديز إلى أن "هناك أيضاً ضغطاً اجتماعياً يدفع الناس للإنفاق"، موضحاً:"الناس يسافرون، والأطفال بحاجة لشيء يروونه عندما يعودون للمدرسة، وبالتالي من السهل جداً أن ترتفع الفاتورة بسرعة". معظم الأشخاص يموّلون العطلة من رواتبهم أو مدخراتهم، فيما يستخدم البعض أيضاً مردود استرداد الضرائب. لكن الاتجاه المقلق يظهر عند فئة الشباب، وخاصة الطلاب، حيث زادت نسبة من يعتمدون على بطاقات الائتمان لتمويل عطلاتهم من 2% إلى 25%. وقال فرنانديز: "صحيح أن تكاليف الفوائد انخفضت قليلاً، لكن هذه الزيادة مقلقة. لا نحب، كخبراء اقتصاد، أن نرى تزايد الديون بهذه الطريقة". نصائح لميزانية صيفية متوازنة قدّم فرنانديز مجموعة من النصائح العملية لمن يرغب في تقليل النفقات خلال العطلة الصيفية: إلغاء الخدمات غير المستخدمة: مثل الاشتراكات في خدمات البث أو تجميد الاشتراك في النوادي الرياضية خلال فترة العطلة. إعداد الطعام بنفسك: خاصة عند قضاء العطلة داخل السويد. تأجير المنزل أو بيت العطلات: في حال السفر لمكان آخر. استخدام تقويمات الأسعار المخفضة: عند البحث عن وجهات السفر لتقليل التكاليف. تنظيف الصيف: عبر بيع الملابس أو الأغراض غير المستخدمة لدعم ميزانية الصيف وتوفير مال إضافي لشهر أغسطس. وقال: "لن أكون خبيراً اقتصادياً شخصياً إن لم أوصِ بما يُشبه التنظيف الصيفي. راجع خزانتك، وبِع ما لا تحتاجه – فبهذا تحصل على أموال إضافية قبل العودة من الإجازة". عودة قوية للكورونا ورغم التحذيرات من التكاليف، يرى فرنانديز بعض المؤشرات الإيجابية، خصوصاً في ما يتعلق بالعملة. وقال: "أخيراً نعود للحديث عن الكرونة السويدية وكأنها استعادت عافيتها. لقد انتظرنا ذلك لعقد كامل، ومعظم الوجهات السياحية أصبحت أرخص نسبياً بفضل تحسّن قيمة الكرونة مقارنة باليورو والدولار". واختتم حديثه بتفاؤل قائلاً: "أتوقع أن يختم البنك المركزي الصيف بخفض سعر الفائدة، وهو ما سينعكس إيجاباً على الأسر خلال الخريف. هناك إشارات واضحة على تحسّن القوة الشرائية مجدداً".