تواجه سوريا وضعًا مأساويًا مع استمرار فرار الملايين من سكانها بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011. ومع التطورات الأخيرة في الصراع، يلوح في الأفق خطر تفاقم أزمة اللاجئين، حيث قد يضطر المزيد من السكان إلى الفرار من ديارهم.تصاعد التوتر وسيطرة الجماعات المسلحةتمكنت جماعات مسلحة، بما في ذلك تنظيم "هيئة تحرير الشام" (HTS) وحلفاؤها، من السيطرة على مدينة حلب بعد اجتياح عدد من المدن السورية. هذا التصعيد العسكري أجبر ملايين السوريين على النزوح داخليًا وخارجيًا، وسط مخاوف من زيادة الأعداد بشكل كبير.يقول ألكسندر أتارودي، محلل مستقل لشؤون الشرق الأوسط: "هناك سيناريو محتمل قد يدفع ملايين أخرى إلى النزوح داخل سوريا، حيث تصبح حياتهم اليومية أكثر خطرًا."ذكريات مروعة وشبح تنظيمات شبيهة بـ"داعش"يشير أتارودي إلى أن تحركات الجماعات المسلحة نحو محافظة حماة تثير مخاوف السكان من احتمال إعادة تشكيل نظام يشبه الخلافة التي أقامها تنظيم "داعش" سابقًا. "الكثيرون لا يرغبون في البقاء تحت حكم مثل هذه الجماعات، وهو ما قد يدفعهم إلى الفرار مجددًا."FotoGhaith Alsayed/TTقبل اندلاع الأزمة في لبنان، كان يعيش هناك أكثر من مليون لاجئ سوري. إلا أن الأوضاع المتردية في لبنان دفعت مئات الآلاف للعودة إلى سوريا كخيار أخير. وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، عبر أكثر من 450 ألف شخص الحدود من لبنان إلى سوريا بحلول نهاية أكتوبر، 70% منهم من السوريين.ومع ذلك، لا تقدم سوريا ظروفًا ملائمة للعودة. "سوريا لا توفر أي شيء للعودة. بل إن الوضع خطير جدًا، حيث يتم اعتقال العائدين ويتعرضون لانتهاكات واسعة"، يقول أتارودي.ضغوط متزايدة على دول الجواريتوقع أتارودي أن تؤدي التطورات الحالية إلى زيادة عدد النازحين داخليًا في سوريا، مع احتمال أن يسعى بعضهم إلى مغادرة البلاد. لبنان قد يكون خيارًا رغم أزماته، خاصة مع إعلان هدنة مؤقتة مع إسرائيل.لكن الخيارات الأخرى مثل تركيا أصبحت أكثر صعوبة مع إغلاق الحدود بشكل شبه كامل وإنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا. العراق والأردن، اللذان استقبلا لاجئين سابقًا، قد يواجهان ضغوطًا جديدة إذا استمرت الأزمة.ويختتم أتارودي: "إن تدفق اللاجئين يشكل عبئًا إضافيًا على أنظمة الهجرة في المنطقة، مما قد يؤدي في النهاية إلى ضغوط أكبر على تركيا ودول الجوار."