بعد أكثر من خمسين عامًا من السيطرة، انهارت عائلة الأسد المجرمة أمام التطورات الأخيرة في سوريا، حيث سيطر تنظيم "هيئة تحرير الشام" (HTS) على زمام الأمور في البلاد، وسط دعوات لإرساء انتقال سياسي سلمي وتشكيل حكومة انتقالية. دعم إيران وروسيا لم يحمِ النظام رغم أن النظام السوري اعتمد لعقود على الدعم العسكري والسياسي من إيران وروسيا، إلا أن هذا الدعم لم يتمكن من منع سقوط النظام. فقد استثمرت كلتا الدولتين بشكل كبير في بقاء الأسد، مما أدى إلى ترسيخ نفوذهما في المنطقة. ومع ذلك، يُعتقد أن سقوط الأسد سيؤثر بشكل كبير على مكانتهما الإقليمية. تركيا تعزز نفوذها في ظل التطورات الأخيرة، تشير التوقعات إلى أن تركيا ستلعب دورًا رئيسيًا في مستقبل سوريا السياسي. ويرى بول ليفين، مدير معهد دراسات تركيا بجامعة ستوكهولم، أن السياسات التركية التي طالما نادت برحيل الأسد قد أثمرت أخيرًا، مما يتيح لأنقرة فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة. طلب روسي محرج وفقًا لتقارير، طلبت روسيا من تركيا المساعدة في إجلاء جنودها من سوريا بعد سقوط النظام، وهو ما يعتبر تطورًا محرجًا لموسكو. وبهذا الصدد، يضيف ليفين: "طلب المساعدة من تركيا هو بمثابة اعتراف بالعجز ويعكس تراجع النفوذ الروسي في سوريا". مع تزايد الحديث عن حكومة انتقالية وصعود "هيئة تحرير الشام"، يبقى المشهد السوري مفتوحًا على احتمالات عدة، وسط تساؤلات حول قدرة الفاعلين الدوليين والإقليميين على إدارة المرحلة المقبلة وضمان استقرار البلاد.