مع تزايد التوترات الجيوسياسية، يحذر يوسي لاسيلا، الباحث في المعهد الفنلندي للسياسة الخارجية، من احتمال مساومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عضوية السويد وفنلندا في الناتو خلال مفاوضاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لقاءات دبلوماسية مكثفة بين روسيا والولايات المتحدة في 12 فبراير، أجرى بوتين وترامب مكالمة هاتفية، وبعد ستة أيام اجتمع دبلوماسيون ومسؤولون من البلدين في السعودية. ومن المقرر عقد اجتماع آخر خلال هذا الأسبوع، حيث صرح ترامب أن المحادثات ستُجرى يوم الثلاثاء، في حين ذكر سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن اللقاء سيعقد في نهاية الأسبوع. يرى يوسي لاسيلا أن بوتين قد يستغل حرص ترامب على إنهاء الحرب في أوكرانيا لفرض شروطه فيما يتعلق بتوسع حلف الناتو. هل يمكن أن يطالب بوتين بانسحاب السويد وفنلندا من الناتو؟ يشير الباحث الفنلندي إلى أن الكرملين كان قد طالب، قبل غزو أوكرانيا في ديسمبر 2021، بمنع توسع الناتو ورفض عضوية دول جديدة، مما يفتح الباب أمام احتمال أن يعيد بوتين طرح مطالبه السابقة، بما في ذلك إعادة حدود الحلف إلى ما كانت عليه عام 1997. يقول لاسيلا: "علينا أن نستعد لهذا السيناريو ونتعامل معه بعقلانية". ويؤكد أن بوتين لا يزال عالقاً في عقلية الحرب الباردة، حيث يرفض استقلال الجمهوريات السوفييتية السابقة، ويسعى إلى تصوير روسيا كدولة في مواجهة دائمة مع الناتو. الهدف الرئيسي لروسيا: إخراج أمريكا من أوروبا يرى لاسيلا أن الهدف الاستراتيجي الأكبر لروسيا هو تقليل نفوذ الولايات المتحدة في أوروبا، مما يمنحها مجالاً أكبر للهيمنة على القارة من الناحية الأمنية. ويضيف: "بوتين يسعى لجعل أوروبا تحت رحمة روسيا فيما يخص الأمن والدفاع، وهذا يتطلب تقليص الدور الأمريكي في القارة". يرى أركادي موشيس، مدير برنامج في المعهد الفنلندي للسياسة الخارجية، أن اجتماع روسيا والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات يُعد انتصاراً دبلوماسياً لموسكو، حيث يقول: "هذا حلم راود بوتين على مدار عقدين من الزمن. لقد ارتفع شأن روسيا دبلوماسياً، بينما تراجع نفوذ أوروبا". كما حذر موشيس من أن بوتين قد يستغل شخصية ترامب لصالحه، قائلاً: "ترامب يميل إلى البحث عن الحلول السهلة. يفضل اتفاقاً مباشراً، مثل مؤتمر يالطا، بدلاً من إشراك 30 دولة أوروبية في مفاوضات معقدة. إنه ببساطة لا يملك الوقت لذلك".