تتزايد المخاوف في مدينة إسكيلستونا مع اقتراب بدء انبعاثات كيميائية محظورة من مصنع بطاريات تابع لشركة صينية، وسط تحذيرات من كارثة بيئية وصحية محتملة قد تؤثر على سكان المدينة بحسب ما أفادت صحيفة افتونبلاديت. تجمع مئات المتظاهرين في حديقة المدينة يوم السبت رافعين لافتات كتب عليها «أوقفوا السموم» و«لا للسرطان»، احتجاجاً على قرار سياسيين محليين بعدم رفض طلب مصنع «سينيور ماتيريال» بالحصول على تصريح خاص لاستخدام مادة «الميثيلين كلورايد» المحظورة. ارتدى بعض المتظاهرين أقنعة واقية من الغاز، تعبيراً عن قلقهم من المخاطر المحتملة. مخاوف على الصحة العامة من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في المصنع خلال شهر مايو. وتشير التقديرات إلى أن المصنع سيسمح له بإطلاق 1,280 طناً من مادة الميثيلين كلورايد بين عامي 2025 و2027، وهي مادة مصنفة كمسببة للسرطان ومحظور استخدامها دون تصريح خاص من هيئة مراقبة المواد الكيميائية السويدية. أعربت أسى زيتيرلينغ، إحدى المتظاهرات، عن قلقها قائلة: «أنا خائفة على أطفالي وأحفادي. أريد أن أبقى هنا وأزرع الفراولة في حديقتي دون أن أضطر إلى القلق أو التفكير بالرحيل. هناك خشية حقيقية من أن تتحول إسكيلستونا إلى مدينة أشباح». تحذيرات علمية أكد البروفيسور لينارت بوغ، أستاذ الصحة العامة في جامعة مالاردالن، أن الدراسات الحديثة تُظهر زيادة كبيرة في مخاطر الإصابة بالسرطان لدى السكان الذين يعيشون بالقرب من مصادر انبعاث هذه المادة. وذكر أن التعرض للميثيلين كلورايد يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 232% ضمن نطاق مسافة كيلومترين من المصنع، مع تعرض الأطفال بشكل خاص لمخاطر صحية جسيمة. وأشار بوغ إلى مقارنة مع مصنع للأحذية في قبرص، حيث أدى إطلاق 850 غراماً من الميثيلين كلورايد في الساعة إلى ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الدماغ بمعدل 6,5 أضعاف، بينما في إسكيلستونا يُتوقع أن تصل الانبعاثات إلى 100 كيلوغرام في الساعة، وهو ما يمثل تهديداً أكبر بكثير. قلق من انتشار التلوث عبر المياه وأضاف بوغ أن الخطر لا يقتصر على إسكيلستونا فقط، إذ توجد مخاوف من تسرب المواد الكيميائية إلى بحيرة مالارين، ما قد يعرض مناطق أوسع للخطر. واستشهد بحالة بحيرة صينية تعرضت لتلوث واسع بسبب مصنع بطاريات مماثل، مما جعل مياهها غير صالحة للشرب أو السباحة. كارتيس سفيدبرغ، التي تعيش بالقرب من المصنع وترأس جمعية «أوقفوا الانبعاثات السامة»، قالت: «نعيش حالة من القلق الشديد. البعض بدأ بالفعل في بيع منازله، والمدينة ستتضرر بشدة». وأشارت إلى أن أسوأ سيناريو محتمل هو وقوع حريق أو انفجار قد يؤدي إلى كارثة واسعة النطاق. كما طالبت مونيكا سفينديبورن، إحدى المتظاهرات، بتوزيع أقنعة واقية من الغاز على السكان، في ظل استحالة إخلاء المدينة سريعاً في حال وقوع حادث كبير. تاريخ المادة والقرار السياسي تُعرف مادة الميثيلين كلورايد أيضاً باسم ديكلورميثان (DCM)، وتُستخدم كمذيب صناعي ومزيل للطلاء. وقد حُظر استخدامها في السويد منذ عام 1996، إلا في حالات استثنائية تمنح فيها تصاريح خاصة. رغم معارضة أحزاب المعارضة المحلية (اليسار، الوسط، البيئة، الديمقراطيون المسيحيون وحزب ديمقراطيو السويد)، إلا أن الأحزاب الكبرى (الاشتراكيون الديمقراطيون والمحافظون) لم تؤيد رفض طلب المصنع. وأوضحت ساريتا هوطي، رئيسة لجنة البناء المجتمعي، أن قرار منح التصريح بيد هيئة مراقبة المواد الكيميائية، مؤكدة على ضرورة أخذ مخاوف السكان بجدية. وكانت الهيئة قد أوضحت في بيان صحفي عام 2021 أن منح التصاريح يتم فقط عندما لا تتوافر بدائل أخرى، مع اشتراط تقليل المخاطر الصحية قدر الإمكان. وتسمح التصاريح الحالية باستخدام 2,770 طناً من مادة الميثيلين كلورايد لمدة عامين اعتباراً من يونيو 2023.