أعلنت سلسلتَا المتاجر الألمانية "ليدل" و"ألدي" عن تخفيضات غير مسبوقة في أسعار مئات المنتجات الغذائية، في خطوة وُصفت بأنها "أكبر انخفاض في الأسعار على الإطلاق"، وذلك وسط استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أكبر اقتصاد أوروبي بحسب ما نقلت صحيفة أكسبريسن. وتأتي هذه الخطوة على الرغم من تراجع معدلات التضخم في ألمانيا، حيث لا تزال أسعار الغذاء تشهد ارتفاعاً مستمراً. ففي شهر أبريل، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تقارب 3%، بينما سجلت سلع مثل الطماطم والقهوة ارتفاعات أعلى بكثير، مشابهة لما يحدث في السوق السويدية. تخفيضات تصل إلى 35% ووفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية، فإن سلسلة "ليدل" خفضت أسعار أكثر من 500 منتج بنسبة تصل إلى 35%، فيما قامت "ألدي" بتخفيض أسعار نحو 1000 منتج. وتشمل التخفيضات بالدرجة الأولى السلع الغذائية الأساسية المنتجة محلياً، مثل الفواكه، والخضروات، واللحوم الباردة، والنقانق. وقال فريدريش فوكس، الرئيس التنفيذي لشركة ليدل في ألمانيا: «نعتبر أن من واجبنا المجتمعي أن نخفف العبء عن كاهل عملائنا». وأضاف: «بأكبر تخفيض في الأسعار على الإطلاق، نوفر لعملائنا ارتياحاً ملموساً ونوجه رسالة واضحة إلى القطاع». من جانبه، صرّح المتحدث باسم "ألدي"، سفين غالينا، قائلاً: «في أوقات تشكل تحدياً للعديد من الناس، تقع علينا مسؤولية الحفاظ على الاستقرار». ضغط متزايد على السوق ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "فورسا" لقياس الرأي، فإن 9 من كل 10 ألمان يعانون من العبء الناتج عن ارتفاع أسعار الغذاء، فيما أظهرت النتائج أن غالبية المستهلكين اضطروا لتقليل استهلاكهم. ثلاثة أرباع المشاركين قالوا إنهم يشترون كميات أقل من اللحوم، بينما قلل 30% من مشترياتهم من منتجات الألبان، و20% من الفواكه والخضروات. وتُعد ألمانيا السوق الأكبر للسلع الغذائية في أوروبا، وقد استحوذت "ليدل" و"ألدي" معاً على أكثر من ثلث حصة السوق في عام 2023، ما يزيد من تأثير هذه الخطوة على المنافسة داخل القطاع. وفيما رحب كثيرون بهذه المبادرة، اعتبرت مجلة "Markt und Mittelstand" المتخصصة أن خلف "واجهة المسؤولية المجتمعية" تكمن أهداف استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحصة السوقية، وكسب ولاء العملاء، وزيادة الضغط على المنافسين. وتواصل صحيفة "إكسبريسن" مساعيها للحصول على تعليق من شركة ليدل في السويد حول ما إذا كانت تخفيضات مماثلة ستُطبّق محلياً.