أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة WSP الاستشارية للتقنية والاستراتيجية أن مدينة ستوكهولم تبوأت المركز الأول في دول الشمال من حيث نسبة الرحلات المستدامة. ومع ذلك، تواجه وسائل النقل العامة في المدينة تحديات كبيرة تتمثل في انخفاض عدد الركاب وتقليص الخدمات، مما ينذر بإمكانية حدوث "حلقة مفرغة سلبية"، وفقًا لخبير التنقل لاسي براند.للمرة الثانية، قامت WSP بإجراء دراستها الواسعة حول أنماط التنقل في عواصم الشمال، حيث شملت ستوكهولم وهلسنكي وكوبنهاغن وأوسلو. وأظهرت النتائج أن ستوكهولم تمتلك نظام نقل مستدام، حيث تسجل أعلى نسبة من مستخدمي وسائل النقل العامة وأقل نسبة من سائقي السيارات في المنطقة.FotoHenrik Montgomery/TTاستخدام القوارب الحديثة في النقل في ستوكهولمأزمة في وسائل النقل العامة بستوكهولمتشير نتائج الدراسة إلى أن وسائل النقل العامة في ستوكهولم لا تزال تكافح للتعافي من آثار جائحة كورونا. فعدد الركاب لا يزال بعيدًا عن المستويات السابقة، سواء في التنقل اليومي أو الرحلات الشخصية. ومع الضغوط الناتجة عن التضخم وتناقص أعداد الركاب، بدأت آثار تقليص الخدمات في الظهور، حيث أفاد 37% من سكان ستوكهولم بتدهور خدمات النقل العامة خلال العام الماضي، وهي النسبة الأعلى بين المدن المعنية. كما يُعتبر سكان ستوكهولم الأقل رضا عن رحلاتهم اليومية مقارنة بسكان العواصم الأخرى.في هذا السياق، قال لاسي براند، خبير التنقل في WSP وأحد مؤلفي الدراسة: "هناك خطر من دخول ستوكهولم في حلقة مفرغة حيث يؤدي انخفاض عدد الركاب إلى مزيد من التخفيضات في الخدمات. نتائجنا تشير إلى ضرورة اتخاذ تدابير جديدة لتعزيز خدمات النقل العامة، وإلا فإن نظام النقل في ستوكهولم سيصبح أقل استدامة."FotoFredrik Sandberg/TTفروق واضحة بين عواصم الشمالتُقارن دراسة WSP أنماط النقل والاتجاهات بين العواصم الأربع، وتتناول تأثير التضخم والعمل عن بُعد، والتوجه نحو استخدام المركبات الكهربائية، والفروق المحلية.وصرح لاسي براند قائلاً: "تقدم هذه الدراسة مقارنة فريدة وتتحدى العديد من الافتراضات السائدة حول العواصم الشمالية. على سبيل المثال، في مدينة كوبنهاغن، المعروفة بثقافة الدراجات، شهدنا انخفاضًا كبيرًا في نسبة مستخدمي الدراجات، بينما استمرت نسبة سائقي السيارات في الارتفاع."FotoJanerik Henriksson/TTالاختلافات المحلية:تسجل ستوكهولم أعلى نسبة من مستخدمي وسائل النقل العامة وأقل نسبة من سائقي السيارات في دول الشمال، حيث تصل النسبتان إلى 37% لكل منهما.شهدت كوبنهاغن زيادة في استخدام وسائل النقل العامة، بفضل خط المترو الجديد، لكنها فقدت نسبة من مستخدمي الدراجات، في حين استمرت نسبة سائقي السيارات في الارتفاع.تحتفظ أوسلو بمكانتها كعاصمة رائدة في دول الشمال في مجال استخدام الكهرباء، حيث تمتلك أعلى نسبة من السيارات الكهربائية والدراجات الكهربائية.يتميز سكان هلسنكي بوجود نسبة عالية من الأشخاص الذين يفضلون المشي والعمل عن بُعد.اتجاهات رئيسية من تقرير التنقل في الشمال:تأثير التضخم على أنماط السفر: أفاد نصف سكان العواصم الشمالية بتغيير عاداتهم في السفر والتنقل نتيجة أزمة التكلفة الأخيرة، سواء من حيث وسائل النقل أو تكرار الرحلات.زيادة استخدام المركبات الكهربائية لكن بشكل غير متوازن: تتزايد استخدامات السيارات الكهربائية، ولكن الوصول إليها يظل متفاوتًا، حيث يتمتع بها غالبًا أصحاب الدخل المرتفع والشباب.احتمالية عودة العمل عن بُعد: أبدى 40% من المشاركين رغبتهم في العمل عن بُعد بشكل أكبر، وأفاد ثُلثهم بأن أصحاب العمل أصبحوا أكثر انفتاحًا تجاه هذا الخيار خلال العام الماضي.تفاصيل الدراسة:أُجري الاستبيان عبر الإنترنت بواسطة CINT لصالح WSP، حيث تم جمع الردود خلال مايو ويونيو 2024. وشارك حوالي 3000 شخص في الدراسة، التي تُعتبر المرة الثانية التي تُنفذ فيها WSP دراسة التنقل الكبرى في المناطق الحضرية الكبرى في ستوكهولم وهلسنكي وكوبنهاغن وأوسلو.