كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوربرو في السويد عن تراجع واضح في مستوى المساواة بين الأزواج عند قدوم الأطفال، إذ تتولى الأمهات تدريجياً المسؤولية عن الأعمال الذهنية والتنظيمية في الحياة الأسرية، حتى في العلاقات التي كانت تقوم على التوزيع المتساوي قبل الإنجاب. وقالت جيني ألسارف، الباحثة في علم الاجتماع والمشاركة في إعداد الدراسة: «دراستنا تستند إلى مقابلات طويلة الأمد مع أمهات وآباء، وتُظهر كيف تتحمل الأمهات تدريجياً المسؤولية الذهنية والمنسّقة في حياة الأسرة». مخططات ومواعيد وملابس... على عاتق الأم وأوضحت ألسارف أن الأمهات يتولين عادة مسؤولية متابعة جداول الأطفال، وتنظيم نشاطاتهم، والعناية بملابسهم، والتواصل مع المدرسة. وأضافت: «هذا العمل غالباً ما يكون غير مرئي ويشغل التفكير أكثر من كونه مجهوداً بدنياً». شملت الدراسة أزواجاً من الطبقة المتوسطة الحاصلين على تعليم عالٍ، وتمت متابعتهم في ثلاث مراحل: قبل ولادة الطفل الأول، وعندما كان عمر الطفل سنة ونصف، ثم عندما بلغ الطفل 11 عاماً. وخلص الباحثون إلى أن النساء تحملن مسؤولية أكبر لضمان سير الحياة اليومية بسلاسة. وبالرغم من أن الرجال شاركوا في الأعمال العملية كإعداد الطعام، إلا أن تخطيط المهام اليومية بقي في يد المرأة. توزيع غير مرضٍ للأمهات أشارت الدراسة إلى أن عدداً كبيراً من الأمهات غير راضيات عن هذا التوزيع غير المتكافئ، في حين أعرب بعض الآباء عن رغبتهم في التغيير، لكنهم لم يكونوا متأكدين من كيفية البدء. وتضيف جيني ألسارف: «تؤكد نتائجنا أهمية تسليط الضوء على العمل الذهني غير المرئي الذي تقوم به الأمهات. ونأمل أن تسهم دراستنا في توفير رؤى حول كيفية نشوء هذا النوع من المسؤولية، وسبل تغييره وتحدي الأنماط الجندرية التقليدية». أعدت الدراسة كل من جيني ألسارف، أستاذة علم الاجتماع، وتيريس غلاتس، الباحثة في علم النفس، بجامعة أوربرو. وركزت على كيفية تطور توزيع العمل المنزلي ورعاية الأطفال مع مرور الزمن منذ مرحلة الحمل وحتى بلوغ الأطفال 11 عاماً.