أطلقت الدنمارك أربع طائرات دون طيار شراعية في بحر البلطيق، بهدف مراقبة السفن الروسية وتعزيز القدرات الاستخباراتية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في المنطقة، وسط توتر متصاعد وقلق متزايد بشأن أمن البنية التحتية البحرية. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الناتو لتكثيف وجوده التقني في البلطيق، حيث صرّح نائب الأمين العام للحلف لشؤون الابتكار والهجينة والفضاء السيبراني، جيمس أباتوراي، قائلاً: "الخطوة الأولى هي أن نتمكن من رؤيتهم... نحن الآن ننشر المزيد من التكنولوجيا". مراقبة مستمرة.. وبتكلفة أقل الدرونات الجديدة، المعروفة باسم "Voyagers"، تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتستطيع الإبحار لعدة أشهر دون طاقم، ما يجعلها بديلاً اقتصادياً وفعالاً مقارنة بالسفن الحربية المكلفة. وقال بيتر فيغو ياكوبسن، المحاضر في الأكاديمية العسكرية الدنماركية: "من المكلف جداً أن نتتبع كل سفينة روسية بواسطة سفن حربية مأهولة... هذه الدرونات توفر حلاً عملياً بتكلفة منخفضة". قدرات متقدمة تحت وفوق سطح البحر تشبه هذه الدرونات قوارب شراعية بطول عشرة أمتار، ومزوّدة برادارات وكاميرات بصرية وسونارات، وتوفر "صورة كاملة لما يحدث فوق وتحت سطح البحر" لمسافة تتراوح بين 30 و50 كيلومتراً، بحسب الشركة الأمريكية المصنّعة. اثنان من هذه الدرونات يعملان حالياً في مياه الدنمارك، ومن المقرر أن ينضمّا إلى مناورة بحرية للناتو قريباً. خلفية من التوتر البحري ازدادت التوترات في بحر البلطيق في أعقاب تفجيرات خط أنابيب "نورد ستريم 2" واتهامات بتخريب الكابلات البحرية، ما دفع السويد وفنلندا إلى اتخاذ خطوات صارمة وصلت إلى حد صعود قواتهما على متن سفن مشتبه بها. وكانت بولندا أعلنت في وقت سابق أنها "طردت" سفينة روسية بعد قيامها بمناورة "مشبوهة" قرب كابل يربطها بالسويد. وتكمن أهمية بحر البلطيق في كونه يضم بنية تحتية حيوية لجميع الدول المطلة عليه، بما في ذلك شبكات الاتصالات والطاقة، ما يجعل حمايته أولوية استراتيجية لحلف الناتو.