كاتب ومحرر ومنشئ محتوى - خريج قانون، ماجستير قانون دولي عام من الجامعة الإسلامية في بيروت، وماجستير قانون دولي إنساني من الجامعة الافتراضية السورية. عمل مع عدد من الصحف والمجلات العربية ودور النشر في أوروبا والعالم العربي. 

small_orwa.jpg

thumbnail_orwa.jpg

عروة درويش

أصبحت الأحاديث التي يقولها اليمينيون المتطرفون، عن كون أعداد المهاجرين والهجرة في السويد تقلل الثقة، سواء بين السويديين أنفسهم، أو الثقة بالمؤسسات العامة والخاصة، أمراً مطروقاً ومكرراً لدرجة تحوّله إلى "واقع" لا يناقشونه في خطاباتهم أو أحاديثهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هذا الأمر كذبة، وتستدعي الردّ عليها دون شك.يحفزني لكتابة هذا المقال والتواصل مع الخبراء بشأنه، ما كتبته السياسية السويدية&nbsp; أليس تيودوريسكو Alice Teodorescu مؤخراً عن "<a href="https://www.aliceteodorescu.se/p/det-svenska-guldet-sinar">تلاشي الثقة</a>" باعتبارها "ذهب السويد". طبعاً تعتبر تيودوريسكو بأنّ عمليات إطلاق النار والتفجيرات الأخيرة هي فقط الجزء الذي تبيّن من المشكلة الأعمق، وأنّ التنوّع العرقي والمهاجرين يهددون الأمن السويدي، وكذلك الثقة السويدية بالديمقراطية.ورغم الكثير من الكلمات المربكة، فتيودوريسكو تعبّر عن تيار حيّ ويصبح أحياناً أقوى في السويد: السويد دولة منفتحة، والمهاجرون يهددون هذا الانفتاح فتتقلص الثقة بالسويد.<h2 style="text-align:right;">بوتنام والكلمة التي أريد بها باطل</h2>تواصلتُ مع البروفسورة يينا غوستافسون <a href="https://www.katalog.uu.se/profile/?id=N6-952">Gina Gustavsson</a> من جامعة أوبسالا، والتي سأورد اللقاء معها في مقال منفصل نظراً لأهميته الشديدة. ولكنّ رأي البروفسورة عموماً في هذه الدعايات هو أنّها كاذبة. تقول غوستافسون في مقال يعلّق على الأمر بأنّ هذا الخطاب يعتمد على ما أطلقت عليه تسمية "مخلفات بوتنام"، ولا يقوم حقيقة على المعرفة والعلم.روبرت بوتنام <a href="https://en.wikipedia.org/wiki/Robert_D._Putnam">Robert Putnam</a> هو عالم سياسية أمريكي اعتمد في شهرته على الإعلام غير البريء والمناهض للمهاجرين أكثر ممّا اعتمد في ذلك على الدراسات الحقيقية.تشرح غوستافسون في مقالها بأنّ بوتنام أصبح شهيراً في السويد بعد خطابه في جامعة أوبسالا عام 2006، عندما صدم الجميع في خطابه الذي يعتمد على بيانات ضعيفة ولا تصلح للاعتماد عليها، وقال بأنّ "التنوّع يؤدي إلى تآكل الثقة، وبالتالي يعرّض الديمقراطية للخطر".تقول غوستافسون في مقالها بأنّ خطاب بوتنام في أوبسالا أصبح أحد أكثر النصوص استشهاداً في العلوم السياسية، وليس السبب أنّ نظريته تصلح لتعبّر عن الواقع، بل على العكس من ذلك، بل لأنّ هناك بالفعل حالة من الخلاف حول المسألة، ويمكن للبعض الاستفادة من هذه الكلمات.<h2 style="text-align:right;">السخرية أنّ السويد مثال يستشهد به!</h2>ربّما ممّا يثير السخرية أنّ مؤتمراً عُقد في شهر فبراير في جامعة أوكسفورد <a href="https://www.bsg.ox.ac.uk/blog/democracy-under-assault">Oxford University</a>&nbsp; في بريطانيا حول الديمقراطية، خرج بنتائج مخالفة تماماً لما يدعيه اليمينيون المتطرفون السويديون. حيث أنّ الباحثين المشاركين استعانوا بالعديد من الدراسات التي أظهرت بأنّ التنوّع لا يقلل بشكل منهجي من الثقة على الإطلاق. ولكن كما قلت، فما يثير السخرية أنّ الباحثين في المؤتمر استشهدوا بالتنوع الموجود في السويد للاستدلال على صحة الديمقراطية، وعلى كونها مثالاً مضاداً لما يقوله بوتنام.تقول غوستافسون في مقالها تعقيباً على ذلك، بأنّ الثقة الاجتماعية الأدنى في السويد ليست لدى المهاجرين أو في الأماكن التي يشكل فيها المهاجرون نسبة مرتفعة، بل إنّ انعدام الثقة منتشرٌ بشكل كبير بين ناخبي الحزب اليميني المتطرف: "ديمقراطيو السويد SD".الأمر الآخر الذي يجب أن يثير الاستغراب، أنّ أزمة الثقة في السويد هي أزمة الاعتقاد بغياب الثقة، وليس غيابها الفعلي. ففي مؤشر مؤسسة <a href="https://www.mchs.se/arkiv/projekt/ccf/tillitsbarometern.html">mchs</a> يظهر أنّ نسب الثقة في السويد لدى الغالبية العظمى هي ذاتها كما كانت من قبل ولم تتغيّر، ولكن الذي تغيّر هو أنّ 98٪ من الذين تمّ استطلاعهم لديهم مخاوف من أنّ الثقة بالمجتمع في طريقة إلى الانخفاض.&nbsp;لكن وبعيداً عن المؤشر، لا يمكننا أن ننكر أنّ الثقة بالمجتمع وبالمؤسسات العامة، الديمقراطية والبيروقراطية، باتت أقل في الكثير من الأماكن، وخاصة في الأماكن التي يتمّ تصنيفها مهمشة وضعيفة. وجميعنا نعلم أنّ المهاجرين يسكنون هذه المناطق أكثر من غيرهم. لكن نعود إلى التقرير البحثي الحديث لـ <a href="https://www.gu.se/sites/default/files/2022-06/061-072%20Holmberg%20o%20Rothstein.pdf">SÖREN HOLMBERG</a>، فالثقة الأدنى ليست بين هؤلاء، بل بين ناخبي الحزب اليميني المتطرف.<h2 style="text-align:right;">الاصطياد في الماء العكر</h2>يروّج الكثيرون إلى أنّ حملات التضليل التي طالت السويد بسبب موقف الكثير من المهاجرين من قانون الرعاية القسرية LVU، وما سمي عالمياً بقضيّة "رعاية الأطفال قسراً عن عائلاتهم"، هي دليل على انخفاض الثقة في المجتمع السويدي. وكذلك الأمر بما سمي أيضاً بقضيّة "حرق القرآن".يمكن هنا للسياسيين أن يعتبروها دليلاً على عدم إيمان المهاجرين بالمؤسسات الديمقراطية والبيروقراطية السويدية، وعندها نكون نصطاد بالماء العكر ولا يهمنا إلا تسجيل نقاط انتخابية، ويمكن أن فهم الظاهرة، وأن نبحث عن المحرضين في الخارج، وعندها نكون ممّن يبحث عن حلّ للمشكلة.كما اتضح في أكثر من مقال نشرناه على منصّتنا (مثال: <a href="https://aktarr.se/article/%D9%85%D9%86-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%AF%D8%9F-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%84%D9%83%D8%9F">من يهدد قيم التحرر في السويد</a>)، فالحملة ضدّ السوسيال لم تنبع من السويد، رغم استغلال البعض من الخارج لعوائل من المهاجرين في السويد. إنّ هذه الحملة خطيرة، ولكن هل تعبّر حقاً عن نقصٍ عامٍ في الثقة؟تشرح غوستافسون في مقالها الفرق بين الثقة بالمجتمع الديمقراطي، والثقة بالحكومة ومؤسسات السلطة. فكما تقول، أثبتت الدراسات أنّ الثقة بالحكومة ومؤسسات السلطة أعلى في الأنظمة الاستبدادية منها في جميع الأنظمة الديمقراطية. الأمر الآخر أنّ الثقة الزائدة عن حدّها في الحكومة ومؤسسات السلطة قد تؤدي إلى السماح بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، كما حدث في الأربعينيات من القرن الماضي في السويد في تجارب فيبهولم <a href="https://en.wikipedia.org/wiki/Vipeholm_experiments">Vipeholmsexperimenten</a>.<h2 style="text-align:right;">في الختام..</h2>أن تشك وتحاول محاسبة المسؤولين الديمقراطيين لا يعني بأنّ الثقة في المجتمع قد قلّت، والكتاب الذي أوصت فيه غوستافسون خير دليل على ذلك "In Praise of Skepticism".لكن على السياسيين من أصل عربي ومهاجر عموماً، الذين يجادلون ويواجهون اليمينيين المتطرفين، أن يدركوا ذلك، والأهم أن يدركوا بأنّ الثقة الأقل هي بين مجموعات ناخبي الأحزاب اليمينية. هذا أمر يستحق أن يُذكر إذا ما أردنا عدم السماح لسياسيين لا يحبون الوقائع العلمية أن يحتلوا الساحة.على المجتمع المهاجر أن يثبت إيمانه بالديمقراطية، وعبر الديمقراطية أن يحاول الرد على الاتهامات الجاهزة. ربّما لن يعني هذا حلحلة الأمور وإقناع اليمينيين، فهؤلاء أسباب عدم اقتناعهم أكبر من مسألة المهاجرين، وتعود إلى أسباب اقتصادية اجتماعية يصعب البحث بها في مقال واحد.

large_20240325_211319_0000.png

medium_20240325_211319_0000.png

small_20240325_211319_0000.png

thumbnail_20240325_211319_0000.png

أخبار-السويد

مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، تتحوّل منازل كثيرة إلى بيئة خانقة، ويزداد الاعتماد على المراوح وستائر النوافذ، ما يجعل النوم في الليالي الحارة أكثر صعوبة. غير أن هناك حلولاً أبسط وأكثر فاعلية يمكن أن تساهم في تلطيف أجواء المنزل دون الحاجة إلى تركيب أنظمة تكييف الهواء.

large_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

medium_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

small_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

thumbnail_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

أعلنت الحكومة السويدية، بدعم من حزب ديمقراطيو السويد (SD)، عن حظر استخدام بندقية "AR-15" في الصيد، على أن تُمنح البنادق التي ستُسحب من السوق إلى أوكرانيا، وفق ما كشف عنه وزير العدل غونار سترومر في مؤتمر صحفي اليوم.

طالب عدد من مالكي سيارات تسلا في السويد بالسماح بإجراء تجارب على السيارات ذاتية القيادة داخل مدينة ستوكهولم، لكن بلدية المدينة رفضت الطلب حتى الآن.

large_المياه (2).png

medium_المياه (2).png

small_المياه (2).png

thumbnail_المياه (2).png

ارتفع عدد الجهات المهتمة بشراء شركة Northvolt إلى خمس جهات أجنبية، وفق ما أفاد به القيّم على الإفلاس ميكائيل كوبو اليوم.

large_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

medium_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

small_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

thumbnail_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

اقتصاد

عثرت الشرطة على رجل مسن ميتاً داخل بئر في منطقة ريفية بمدينة هوغانيس، حسبما أعلنت في بيان صحفي اليوم السبت.

large_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

medium_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

small_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

thumbnail_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

عانى مئات الآلاف من الأشخاص في ڈ من أنواع مختلفة من الفوبيا، كخوفهم من الثعابين والعناكب والمرتفعات والظلام. لكن ما أكثر هذه المخاوف انتشاراً؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

large_woman-7084827_1280.jpg

medium_woman-7084827_1280.jpg

small_woman-7084827_1280.jpg

thumbnail_woman-7084827_1280.jpg

تشهد إسبانيا موجة حر شديدة غير مسبوقة، من المتوقع أن تستمر لأربعة أيام على الأقل، ما دفع وزارة الخارجية السويدية (UD) إلى إصدار تحذير عاجل لمواطنيها المتواجدين هناك، خاصةً السياح الذين يقضون عطلتهم الصيفية.

large_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

medium_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

small_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

thumbnail_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

أخبار-العالم

لقيت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات مصرعها بعد أن عُثر عليها مساء الجمعة فاقدة للوعي في بركة مياه. ورغم نقلها سريعاً إلى المستشفى، لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها، وأُعلن عن وفاتها خلال الليل.

large_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

medium_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

small_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

thumbnail_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

خبيرة نفسية تحذّر: "قد تفسد لحظات الاسترخاء المنتظرة" وتقدّم نصائح فعّالة لتفادي خيبة الأمل



large_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

medium_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

small_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

thumbnail_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

كشفت مصادر لراديو Ekot السويدي أن الحكومة البيروفية قررت شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز JAS Gripen من شركة Saab السويدية.

large_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

medium_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

small_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

thumbnail_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

سياسة

كشفت الشرطة السويدية عن صور وتفاصيل جديدة تتعلق بجريمة إطلاق النار الجماعية التي وقعت في مدرسة "ريسبيرشكا" بمدينة أوربرو، وراح ضحيتها عشرة أشخاص، في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده السويد في تاريخها الحديث.

أخر تحديث May 6, 2024, 9:28 AM

ذهب السويد": الثقة تتقلص بسبب المهاجرين.. كذبة يجب الرد عليها

أخبار ذات صلة

المزيد