في الوقت الذي لا تزال فيه شركات الطيران تحاول التعافي من آثار جائحة كورونا، يشير المدير التنفيذي لشركة الطيران الاسكندنافية «ساس» (SAS)، أنكو فان دير ويرف، إلى أن السويد تشهد أبطأ انتعاش في مجال الطيران الداخلي مقارنة بجميع دول أوروبا. وفي مقابلة مع «أخبار تي في 4»، قال فان دير ويرف:– البنية التحتية التي بُنيت على مدى عقود مهددة الآن بالاندثار إن لم نستخدمها. وأردف أن السويد تُعد من أكثر الدول رقمنة في العالم، ما ساهم في تراجع الطلب على الطيران:– الاجتماعات الرقمية والعمل عن بُعد منتشران بشكل كبير هنا. كما أن هناك عامل «العار من الطيران» وأثر جائحة كورونا، وكلها عوامل أثّرت بشكل ملحوظ. نداء للشركات والجهات الرسمية: سافروا أكثر يشدد فان دير ويرف على ضرورة أن تعيد السلطات والشركات النظر في سياساتها، خاصة تلك التي تقضي بعدم استخدام الطيران. – نحن نطلب بصدق من المؤسسات مراجعة عقودها وسياساتها، وإعادة الطيران كجزء من معادلة التنقل. الكثير من الجهات وضعت سياسات صارمة بعدم الطيران. لا أريد أن أبدو سياسياً، لكن هذه البنية التحتية الحيوية إن تُركت بلا استخدام، فستنتهي، يقول فان دير ويرف. ماذا عن التأثير البيئي؟ رداً على سؤال حول ما إذا كان تقليل السفر الجوي أفضل للمناخ، أجاب رئيس «ساس»:– علينا أن نكون حذرين للغاية. هذه البنية التحتية ليست سهلة في البناء، وإن فُككت سيكون من الصعب جداً استعادتها. الربط بين المدن في خطر يحذر فان دير ويرف من أن بعض المناطق في السويد، مثل أوميو وكيرونا وهالمستاد، قد تفقد ارتباطها بالعاصمة ستوكهولم والعالم في حال تم إلغاء خطوط الطيران. – الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط، بل بترابطنا كأجزاء من بلد واحد. الناس في تلك المدن يطالبون بالمزيد من الرحلات الجوية. يريدون الشعور بأنهم جزء من الشبكة العالمية. كما يؤكد أن تراجع الطيران لا يهدد فقط دخل الشركة، بل قد يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي في السويد، مشيراً إلى أن الطيران يسهل إدارة الأعمال والأنشطة الاقتصادية في البلاد. انتقادات من منظمات بيئية: «لا يجوز التضحية بالمناخ» من جهتها، ترفض رئيسة جمعية حماية الطبيعة السويدية، بيتريس رينديفال، دعوات دعم الطيران الداخلي، وتؤكد أن المناخ يجب أن يكون أولوية:– الطيران لا يزال وسيلة النقل الأكثر ضرراً للمناخ. أن يمتنع الناس عن السفر الجوي أمر رائع ويجب تشجيعه، لا محاربته. كما توجه رينديفال انتقادات إلى الحكومة السويدية، مطالبة إياها بتقديم دعم فعلي للتحول المستدام:– الأفراد بحاجة إلى مساعدة لعيش حياة أكثر استدامة، وهذا الاتجاه هو العكس تماماً. يجب أن تدعم الحكومة الابتعاد عن الوقود الأحفوري بدلاً من تشجيعه.