رئيس وزراء السويد السابق يكتب: لماذا يتابع زعماء العالم انتخابات الرئاسة الأميركية بالخوف وعدم اليقين؟
سياسةAa
اكتر-أخبار السويد:في مقاله بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) تساءل رئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت عن مدى أهمية الانتخابات الأميركية لزعماء العالم هذه المرة، ولماذا يحرصون دائما على متابعتها عن كثب؟
وقال بيلدت إن للعالم مصلحة واضحة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وحتى في خضم وباء مدمر مثل كورونا فإن إمكانية التعامل مع رئيس يعاد انتخابه وجريء مثل دونالد ترامب تولّد بالفعل الكثير من الخوف وعدم اليقين.
ففي أوروبا يصيب احتمال بقاء ترامب 4 سنوات أخرى العديد من القادة السياسيين ورجال الأعمال برعب حقيقي، فقد صمدت الروابط عبر المحيط الأطلسي حول قضايا مثل التجارة والأمن والسياسة البيئية بالكاد خلال هذه السنوات الأربع.
ترامب المنتصر
واستطرد الكاتب أنه على الرغم من التمكن من اجتناب حرب تجارية خطيرة عبر المحيط الأطلسي حتى الآن فإن ترامب المنتصر هذه المرة قد يرغب في مضاعفة تهديده المعلن بخفض عدد السيارات الألمانية في شوارع نيويورك، وقد يرغب في فتح صراعات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أحيانا أنه يراه شريكا تجاريا أكثر عدائية من الصين.
وأشار إلى أن أي احتمال لعمل الولايات المتحدة وأوروبا معا لإصلاح منظمة التجارة العالمية لتحقيق التوازن مع الصين سوف يتلاشى بسرعة كبيرة.
وأضاف الكاتب أن هناك حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) الذي قال عنه مستشار الأمن القومي السابق لترامب جون بولتون في مقابلة مؤخرا إن هناك "خطرا حقيقيا للغاية" يتمثل في انسحاب الولايات المتحدة من الحلف إذا فاز ترامب بولاية ثانية.
ومع ذلك، أشار بيلدت إلى أن البعض يرى مزايا محتملة في إعادة انتخاب ترامب، منها أن باريس سترغب في مواصلة دفعها نحو "الحكم الذاتي الإستراتيجي" لأوروبا، في حين أن لندن ستكون مرتاحة للبقاء في ظل مؤيد مؤثر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
والبعض في وارسو وبودابست لا يتطلعون إلى عودة كلمات مثل سيادة القانون إلى مفردات البيت الأبيض، لكن -بحسب خبرته السياسية- يرى بيلدت أن رئاسة جو بايدن ستلقى بالتأكيد ارتياحا عميقا لدى الجميع.
وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فليس هناك شك في أنه سيفضل ترامب، ولكن على الرغم من نقطة ضعف الرئيس الأميركي تجاهه فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا كانت تتدهور بشكل واضح خلال السنوات الأربع الماضية، ورئاسة بايدن التي تعزز التحالفات وتدعم أوكرانيا وتتحدث علنا عن حقوق الإنسان هي بالتأكيد شيء يمكن للكرملين الاستغناء عنه.
علاقة عدائية
وذكر الكاتب أن الصين ربما تتوقع علاقة عدائية إلى حد ما في ظل حكم ترامب أو بايدن، ولكن في نهاية المطاف قد يكون الرئيس الصيني شي جين بينغ أكثر ارتياحا مع ترامب الذي يمكنه أن يتفوق عليه على انفراد في بعض القضايا الرئيسية ولافتقاره إلى القيادة لحشد جبهة موحدة ضد بكين.
وفي مجال التجارة، أظهر ترامب أنه في النهاية يمكن شراؤه بالقليل، وبينما قد يرغب الكونغرس في أن يكون أكثر صراحة بشأن انتهاكات الصين العديدة لحقوق الإنسان فمن غير المرجح أن يتذمر ترامب من هذا الموضوع.
وبالنسبة لطهران فمن المرجح أن تكون الآراء منقسمة، فهناك جناح إصلاحي يرغب في العودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة والأوروبيين لتجنب المزيد من تصعيد التوترات، ولكن هناك أيضا قوى أكثر تحفظا كانت في صعود مؤخرا، وبالنسبة لها يعتبر ترامب دليلا قويا على أنها كانت على حق طوال الوقت بشأن الطبيعة الشريرة وغير الموثوقة للولايات المتحدة، وإعادة انتخابه ستعزز موقعها داخل السلطة.
وفي نيودلهي، من الواضح أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي يشعر بارتياح مع ترامب وأسلوبه، لكن إدارته يمكن أن ترى في رئاسة بايدن استمرارا لتعزيز الروابط بين البلدين.
ويرى الكاتب أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لديه انجذاب شخصي لترامب حتى مع استمراره في تحدي الولايات المتحدة والعالم من خلال مواصلته تطوير برنامجه النووي.
وختم بيلدت مقاله بأن "الحكام المتسلطين ورؤساء الوزراء والرؤساء وبقية العالم مجبرون -للأسف- على الوقوف متفرجين، والأمر ليس بأيدينا حتى لو كان سيؤثر علينا بشكل مباشر أو غير مباشر".