أفادت مصادر استخباراتية أوكرانية أن الطائرة التي أقلت الرئيس السوري بشار الأسد خلال فراره من دمشق في أعقاب سيطرة قوات المعارضة على العاصمة، قد اختفت من على الرادار بسبب مناورة تضليلية نظمتها روسيا. اختفاء الطائرة يثير التساؤلات بدأت القصة عندما انطلقت طائرة روسية من طراز «إليوشن إل-76» من مطار دمشق الدولي، في وقت كانت قوات المعارضة تتقدم نحو العاصمة في هجوم خاطف فاجأ الجميع، بما في ذلك النظام السوري. الطائرة التي كانت متجهة نحو الساحل، قامت بمناورة مفاجئة عبر تنفيذ التفاف حاد وفقدت ارتفاعها بشكل سريع. بعد مرور 40 دقيقة على إقلاعها، اختفت الطائرة من على الرادار تماماً في تمام الساعة 2:39 صباحاً بتوقيت السويد. وكانت آخر الإشارات تشير إلى أنها تحلق على ارتفاع 495 متراً غرب مدينة حمص. أنباء عن وفاة الأسد تتحول إلى شائعات اختفاء الطائرة أثار تكهنات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ادعت تقارير أولية أن الطائرة تعرضت لحادث تحطم أو أنها أُسقطت. وقد عززت وكالة رويترز هذه التكهنات في وقت لاحق بالإشارة إلى أن الأسد قد يكون قُتل في حادث سقوط الطائرة. إلا أن الأنباء أخذت منعطفاً جديداً مساء الأحد عندما أعلنت وسائل الإعلام الروسية الرسمية أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو حيث منحوا حق اللجوء. مناورة روسية لتضليل العالم وفي تطور لافت، صرّحت الاستخبارات الأوكرانية أن المناورة الروسية التي شملت إيقاف جهاز التعقب للطائرة كانت عملية تضليل تهدف لإخفاء عملية إنقاذ الأسد. وجاء في بيان الاستخبارات: «عملية فرار الأسد من دمشق ترافقت مع إعلان عن اختفاء طائرة من طراز إليوشن إل-76 يُزعم أنها تقل الأسد. تشير البيانات المتوفرة إلى أن روسيا استخدمت هذه الأخبار الكاذبة كغطاء لعملية إنقاذ الأسد وعدد محدود من المحيطين به». وأكدت التقارير أن طيار الطائرة ربما قام بإطفاء جهاز التتبع بناءً على تعليمات روسية. ذكرت شبكة «سي إن إن»، استناداً إلى مصادر قريبة من المعارضة السورية، أن الأسد انتقل تحت الحماية الروسية إلى قاعدة جوية في اللاذقية، شمال غربي سوريا، قبل أن يغادر إلى موسكو. تقارير متطابقة من مصادر مختلفة وفي تقرير منفصل، أفادت «بي بي سي» النسخة الروسية، أن طائرة روسية أقلعت من اللاذقية مساء الأحد متجهة إلى موسكو، وأنها كانت تخفي تحركاتها بإيقاف جهاز التتبع خلال معظم الرحلة. أما الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، فقد أشار إلى أن الأسد غادر دمشق منتصف الليل متجهاً إلى قاعدة روسية في سوريا على أن يتابع رحلته إلى موسكو. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تتابع تحركات الأسد عن كثب. ماذا بعد؟ تزامنًا مع هذه التطورات، ما زال الغموض يكتنف مستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد، فيما تواصل روسيا، الراعي الرئيسي للنظام السوري، دورها في رسم ملامح المرحلة المقبلة.