مقال للمناظر والمؤلف دانيل سوهونن، منشور في أفتونبلادتترجمة وإعداد: فريق منصّة «أكتر» السويدأتذكرون المرّة الأخيرة التي شاهد أحد ابتسامة أولف كريسترسون؟ أتذكّر بأنّ زعيم المحافظين كان شخصاً لعوباً ومرحاً جداً. هذا من التاريخ، أمّا اليوم ففمه مزموم على الدوام.الإحصاءات السويدية والحمام الباردكان يجب أن يكون اليوم يوم سعد بالنسبة للمعارضة اليمينية "المحافظة-التقدمية": تحالف "ديمقراطيو السويد". إطلاق النار وعنف العصابات هي أفضل دعاية لديهم لتسويق نفسهم. ليس من المهم قيام المحافظين عند استلامهم زمام الأمور آخر مرة بخذلان الشرطة بتخفيض الضرائب، فالمعارضة يمكنها على الدوام أن تعد بكل شيء، وكلّ انتكاسة للمجتمع يُنظر لها على أنّها ذخيرة يمكن إطلاقها والقول بأنّ كلّ شيء سيكون أفضل لو كانت الحكومة بألوان "ديمقراطيو السويد".لهذا عندما نشرت هيئة الإحصاء السويدية البيانات حول استطلاعات الرأي الخاصة بالتصويت للأحزاب، جاء الأمر على المحافظين مثل الحمام البارد.Foto: Claudio Bresciani/TTيتصافح جيمي أوكسسون وأولف كريسترسونلقد كانت الإحصاءات باردة لدرجة أنّ توبياس بيلستروم – أحد زعماء مجموعة المحافظين – قال بأنّها مثل الجليد في المعدة. وبالحديث عن الليبراليين، فقد توقفوا كما يبدو عند حاجز 4%، مثل السيارة العالقة. تبعاً لهذه الأرقام لن تفوز كتلة تحالف "ديمقراطيو السويد" بالانتخابات. ولن يسعفها ولا حتّى إطلاق نار مميت أسبوعي، ولا رفع حدّة صوتهم بشأنه. يبدو الأمر صعباً جداً على المحافظين.لو كان هناك انتخابات اليوم، لحققت فيها أحزاب الحمر-الخضر – مع الوسط – الأغلبية، ولقام الحمر بتعزيز مواقعهم حتّى.FotoJohan Nilsson/TTأولف كريسترسون زعيم حزب المحافظينباع روحهلا يبدو بأنّ الأمر يسير بشكل جيّد مع المحافظين. فرغم حقيقة أنّ أولف كريسترسون وضع روحه قطعة تلو أخرى في سلّة "ديمقراطيو السويد" لجمع قاعدة حكومية، ورغم مهاجمة لجنة كورونا للحكومة، ورغم استمرار أعمال العنف المنفصلة وإطلاق النار، فكلّ ذلك لم ينفع اليمين.فمع العهد الاشتراكي الديمقراطي الجديد الذي بدأ بوصول ماغدالينا أندرسون، والتي تمّ تجاوز موزانتها المعدلة إلى حدّ كبير، سيحصل المواطنون على دفعة كبيرة في مجال التمويل الشخصي. سينتعش الاقتصاد، والبطالة آخذة في الانخفاض.إن قلنا بأنّ بإمكان الاشتراكيين الديمقراطيين أن يحصلوا على نقاط إضافية قليلة في الأصوات، لنقل 4 أو 5% زيادة. وأنّ حزب اليسار سيحتفظ بأرقامه المرتفعة تاريخياً. وأنّ حزب البيئة المتحرر سيقفز فوق الحاجز البرلماني، سيكون عندها الأمر جيداً جداً لتحالف الحمر-الخضر.افترض أولف كريسترسون عندما قام ببيع روحه ولياقته بأنّه سيتمكن من خلق كتلة من الأحزاب اليمينية التي ترغب بالتعاون مع حزب "ديمقراطيو السويد" لضمان الفوز بالانتخابات. لا يحب كريسترسون "ديمقراطيو السويد"، فهو رجل شرف، ولا يحب المساومة على أخلاقه.استراتيجية كريسترسون للتحالف مع "ديمقراطيو السويد" للوصول إلى الحكومة وتطبيعهم في السياسة قد نضجت وفاحت رائحة شوائها، لكن تبيّن أنّها بلا طعم. وهو الآن يقف عالقاً لا مهرب لديه. لا عجب أنّ رجال اللعبة السعيدة لم يعودوا يبتسمون...