وصلت "سلمى الأرمشي" إلى ألمانيا في عام 2012، لاجئةً مع أولادها الثلاثة بعمر الـ 53 عاماً، وسرعان ما بدأت البحث عن عمل ضمن اختصاصها، فهي خريجة كلية الاقتصاد في جامعة دمشق. إلا أن شغف سلمى تحول بمحض الصدفة إلى الطبخ، وقررت أن تتخذ منه عملاً مستقلاً، لا سيما أن أطباقها، التي قامت بتحضيرها لـ 50 شخص في احتفال بمدرسة كان يزورها ابنها فادي، قد لاقت ثناءً كبيراً. على إثر هذا، طلب أحد الأساتذة في المدرسة من فادي إعلام والدته بتحضير طعام لـ 30 شخص في إطار عروض ومنشورات لشركته الخاصة، وبدورها، سارعت سلمى لقبول العرض مباشرةً دون حصولها على أي دعم وتمويل. وبعد نجاح أول فعالية لها بدأت الطلبات تزداد، ما دفعها لاستئجار مطبخ قامت بتوظيف بعض اللاجئين فيه. وعلى إثر هذا، أسست شركتها الخاصة في مجال تحضير وتقديم الطعام، بعد 10 أيام من وصولها لألمانيا، وأطلقت عليها اسم "ياسمين كاترينغ" أو "ياسمين للضيافة"، متحديةً جميع الصعوبات مثل اللغة و العمر. وبناءً عليه، حققت شهرةً واسعةً ووصلت أطباقها لمشاهير الفن والسياسة في ألمانيا.من جهتها، أعربت سلمى عن سعادتها بالنجاح الذي حققته، وتأمل بأن تتوسع يعملها حتى يتسنى للشعب الألماني بأكمله تذوق المأكولات الدمشقية. وصرّحت بأن الطبخ يمدها بالسعادة، لا سيما وأنه يذكرها بأصدقائها في سوريا. هذا وترى سلمى أن تعلم لغة جديدة ليس بالأمر السهل، لا سيما بالنسبة لسيدة في منتصف عمرها، لذلك ترى الطبخ وسيلة أسهل للتواصل، ولا يحتاج تعلم لغة محددة. بدوره، قال فادي إن ما يحاولون القيام به بالفعل هو مشاركة ثقافة بلادهم من خلال أصناف الطعام المختلفة والصحية والتي لم يُجربها الألمان من قبل، لذلك يحرصون على اختيار المكونات الطازجة دائماً. وأضاف، أنهم يرون مشاركة الطعام والثقافة وسيلة لرد الجميل. [READ_MORE]