في أجواء يخيّم عليها الحزن والصقيع، ودّعت عائلة وأصدقاء سلمى هوكيش، البالغة من العمر 55 عامًا، والتي كانت من بين ضحايا الهجوم المروع على مدرسة ريسبرسكا في أوربرو. تجمع المئات يوم الخميس في المقبرة الإسلامية بالمقبرة الشمالية، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على امرأة كرّست حياتها لمساعدة الآخرين. رحلة عطاء لم تكتمل تنحدر سلمى هوكيش من مدينة توزلا في البوسنة، حيث عملت في العديد من المنظمات الخيرية لمساعدة المحتاجين. وبعد انتقالها إلى السويد، سعت لتحقيق حلمها في العمل في المجال الصحي، فدرست لتصبح مساعدة ممرضة، وكانت قد حصلت مؤخرًا على تصريح إقامة وعمل دائم، لكن حلمها لم يكتمل. عائلتها، التي فضّلت تسليط الضوء على إرثها الإنساني بدلاً من الطريقة التي انتهت بها حياتها، شاركت مقتطفات من رسالة كانت قد كتبتها إلى صديقة مقربة، حيث عبّرت عن رؤيتها للحياة وأهمية التمسك بالقيم الإنسانية. اقرأ أيضاً: نيلوفر، 46 عاماً.. درست التمريض بكل شغف لكنها رحلت قبل تحقيق حلمها "يجب أن نختار الحب دائمًا" في رسالتها، أكدت سلمى أهمية اللطف والعطاء، قائلة: "إذا قمنا بعمل الخير، فإنه سيعود إلينا بطريقة أو بأخرى. لا ينبغي لنا أبدًا أن نؤذي أي شخص، مهما كانت الظروف." كما عبّرت عن مشاعرها تجاه الانتماء إلى هويتين مختلفتين، لكنها كانت تواجه تذكيرًا دائمًا بأنها مهاجرة، رغم أنها كانت ترى الحياة بطريقة إيجابية، حيث كتبت: "يجب أن نفكر بقلوبنا، أن نختار الحب دائمًا، وأن نرى الجمال المحيط بنا." حضور رسمي ورسائل تضامن حضر الجنازة السفير البوسني في السويد، بويان سوسيتش، إلى جانب عضو البرلمان السويدي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، دينيس بيجيك، اللذين أعربا عن تعازيهما العميقة للعائلة، مؤكدين على ضرورة التكاتف خلال هذه الأوقات الصعبة. وقال السفير سوسيتش: "أنا سعيد لأن العائلة تمكنت من توديعها بسرعة، ما يمنحهم بعض الراحة النفسية. الآن، علينا أن نظل متحدين لدعم العائلات المتضررة." أما بيجيك، فقد شدد على أهمية التضامن الاجتماعي، قائلاً: "لا يوجد 'نحن' و'هم'.. هناك فقط 'نحن'." وسط دموع الفراق، بقيت كلمات سلمى تتردد بين الحاضرين، كلمات تعبّر عن إرثها الحقيقي، إرث التسامح، والمحبة، والتكاتف، الذي سيظل محفورًا في قلوب من عرفوها.