أعلنت الشرطة السويدية مشاركتها في عملية دولية أدت إلى تفكيك واحدة من أكبر المنصات الإلكترونية لتجارة المخدرات في العالم، حيث تم إغلاق موقع "Archetyp" الذي كان ينشط على شبكة "الدارك نت". وأفادت الشرطة أن عدة أشخاص يحملون الجنسية السويدية كانوا من بين المشرفين على تشغيل الموقع، وقد تم اعتقال عدد منهم، بينهم رجل يُشتبه في أنه كان يعمل مشرفاً تقنياً ومسؤولاً عن تشغيل المنصة. وقال رئيس قسم الجرائم الإلكترونية المعقدة في الإدارة الوطنية للعمليات بالشرطة السويدية "Noa"، ستيفن أوكسنفاد، إن "تجارة المخدرات على الدارك نت موجودة منذ أكثر من عشر سنوات، لكن هذه هي المرة الأولى التي نرصد فيها مساعدين سويديين في سوق دولية". وبحسب الشرطة، فإن المشرفين السويديين كانوا يعملون لدى مدير ألماني يشغل دور المسؤول الإداري الرئيسي للموقع، وقد جرى اعتقاله في إسبانيا، بينما تم إغلاق الخوادم الرئيسية للموقع في هولندا. 600 ألف مستخدم و17 ألف إعلان تُعد منصة Archetyp من أقدم المنصات النشطة في تجارة المخدرات على الإنترنت، وواحدة من أكبرها، حيث كان لديها أكثر من 600 ألف مستخدم، و3 آلاف بائع، وأكثر من 17 ألف إعلان. وأوضح أوكسنفاد أن المسؤولين عن المنصة لم يتعاملوا مباشرة مع المواد المخدرة، بل قام المشرفون بتسيير الموقع وتمكين البائعين من الإعلان والوصول إلى المشترين، بينما حصل المدير على نسبة من كل عملية بيع، وتم الدفع باستخدام العملات المشفرة. وتشير التقديرات إلى أن حجم التداول في المنصة بلغ نحو 250 مليون يورو، أي ما يعادل 2.88 مليار كرون سويدي، وهي أموال قالت الشرطة إنها ساهمت في تمويل الجرائم المنظمة العنيفة في السويد. بيع مواد قاتلة كانت منصة Archetyp من القلائل الذين سمحوا ببيع المواد الأفيونية الصناعية، مثل الفنتانيل والنيتازينات، وهما من العقاقير المخدرة المصنفة ضمن المواد الخطرة التي تسببت في عدد كبير من الوفيات في السويد ومناطق أخرى حول العالم. وأضاف أوكسنفاد: "الشرطة السويدية سبق أن أغلقت عدة أسواق سويدية كبيرة لتجارة المخدرات، وعندما يتم إغلاق هذه المنصات، يلجأ المستخدمون والمشرفون إلى أسواق دولية قائمة بالفعل. هذه المرة كانت السوق دولية، ومع وصول البائعين إلى مشترين حول العالم، أصبحت السويد أيضاً دولة مصدّرة للمخدرات". وأشارت الشرطة إلى أن عدداً كبيراً من أكبر البائعين على منصة Archetyp كانوا من السويد. وبلغ عدد البائعين السويديين النشطين عند تنفيذ العملية 73 شخصاً، وتمكنت الشرطة من تحديد هوية عدد منهم، وتوقعت تنفيذ مزيد من الاعتقالات في الفترة المقبلة.