شخصية بيبي ذات الجورب الطويل بيبي لونج ستوكينج Pippi Longstocking هي في الحقيقة فتاة صغيرة غير عادية، حيث أنها مستقلة مالياً لأنها تمتلك مجموعة من القطع الذهبية، يمكنها إطلاق النار من مسدس والإبحار في البحار السبعة، إنها خجولة ولطيفة في نفس الوقت، ويمكنها حمل حصان والتغلب على أقوى رجل في العالم.في سياق ذلك، ألهمت "بيبي - Pippi" الأطفال في جميع أنحاء العالم منذ عام 1945، وفي عالم قصصها أنقذت الأطفال من قوانين الكبار، وقدّمت لهم كميات غير محدودة من المشروبات الغازية، ودافعت عن الضعفاء والمضطهدين، لذلك ليس من الغريب أن تلك المناهضة للاستبداد تخضع للرقابة في بعض الدول، كما أنها أثارت غضب العديد من البالغين.في هذا الصدد قال معلق اجتماعي سويدي ذات مرة أن "بيبي" كان لها تأثير ضار للغاية على كل من أطفال المدارس والأطفال في سن ما قبل المدرسة في السويد، وكتب في صحيفة يومية سويدية رائدة: "إن بيبي قلبت كل شيء رأساً على عقب، في المدارس وفي الحياة الأسرية ومن حيث السلوك الطبيعي".ربما كان النقاد والمراقبون، كونهم بالغين، أخذوا "بيبي" على محمل الجد، حيث يعرف الأطفال أن "بيبي" تخطئ عندما تشرب عصير الليمون من إبريق في حفلة في الحديقة، ومع ذلك أثرت على طريقة تفكيرهم وتصرفهم، مثلها مثل شخصيات القصص الشهيرة الأخرى.تجدر الإشارة إلى أن شخصية "بيبي" انفصلت عن الأفكار التقليدية حول الكيفية التي يجب أن تتصرف بها الفتيات، كما هو الحال عندما تذهب إلى السوق بقبعتها العملاقة التي تشبه عجلة الطاحونة، مرتديةً ثوباً بطول كامل مع زهرات خضراء ضخمة على حذائها، كما قامت بوضع الفحم على حاجبيها وطلاء فمها وأظافرها بالطلاء الأحمر.مطالب جديدة على الفتياتليس من الغريب أن تصبح "بيبي" في النهاية نموذجاً يحتذى به في الحركة النسائية، حيث أنه في العقود الأخيرة أراد بعض البالغين الذين يكافحون لتنشئة الأطفال بروح المساواة بين الجنسين جعل الفتيات قويات وشجاعات وغير مقيّدات ومسليات ومتمردات ومتحديات للسلطة مثل "بيبي"، ومع ذلك إن التأثر بشخصية "بيبي" قد يفرض أيضاً مطالب ضمنية على الفتيات، وهي مطالب قد يكون من الصعب الارتقاء إليها، على الأقل بالنسبة للبعض.تجدر الإشارة إلى أن الكاتبة أستريد ليندغرين Astrid Lindgren لم تكن تنطلق بالضبط من أجندة نسوية صريحة عندما كتبت قصصها الرائعة عن هذه الفتاة الرائعة وصديقيها المقربين، ومع ذلك لم يمنع ذلك Pippi Longstocking من أن تصبح مصدر إلهام في النضال من أجل المساواة بين الجنسين، وبالنسبة للبعض لا تزال بطلةً حتى اليوم.