صوت البرلمان الأوروبي بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الثاني لصالح اعتماد استراتيجية جديدة للبروتين، تسلط الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الحشرات في مستقبل الغذاء العالمي. حيث تسعى الدول الأوروبية جاهدةً لإيجاد بدائل مستدامة وفعالة لمصادر البروتين التقليدية، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأمن الغذائي والبيئة. وفي هذا السياق، يبرز دور الطعام المكون من الحشرات كخيار واعد، حيث أنها تتميز بكفاءتها واحتواءها على البروتين، فضلاً عن انخفاض تأثيرها البيئي مقارنةً بمصادر البروتين الأخرى.وتركز الشركات السويدية، مثل "تيبريتو" Tebrito، على استخدام ديدان في إنتاج مصادر البروتين، مع الاهتمام الخاص بتحويل البقايا الغذائية والزراعية إلى منتجات غذائية قيمة. ووفقاً للباحثين، تتميز الديدان بقدرتها على تحويل كيلوغرامين من الطعام إلى كيلوغرام واحد من البروتين، بينما تحتاج البقرة إلى حوالي 25 كيلوغراماً من الطعام لإنتاج نفس الكمية.بدوره، علق نيلز أوسترستروم Nils Österström، الرئيس التنفيذي لشركة "تيبريتو"، على أهمية هذه الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الحشرات يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في توفير البروتين والدهون والمعادن الضرورية لسكان العالم.وفي سياق متصل، أشارت الأستاذة آسا بيرغرين Åsa Berggren من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية إلى تغير في الاتجاهات الاستهلاكية، خاصةً بين الشباب، نحو تبني خيارات غذائية أكثر استدامة. وأضافت بيرغرين أنه حتى النباتيين قد عبروا عن استعدادهم لتجربة طعام يعتمد على الحشرات.وتظهر البيانات الإحصائية إمكانية تحقيق أرباح كبيرة في هذا القطاع، حيث يتوقع أن ينمو سوق طعام الحشرات بمعدل سنوي قدره 28% حتى عام 2030، وفقاً لشركة "ميتيكولوس ريسيرتش" Meticulous Research.يُذكر أن شركة تيبريتو تأسست عام 2016 في مدينة أورسا السويدية، وتعتبر من الشركات الرائدة في مجال إنتاج البروتين من الحشرات. وعلى الرغم من أن استخدام الحشرات في الغذاء لم يكن مسموحاً به في السويد في تلك الفترة، إلا أن الشركة استطاعت أن تتبوأ مكانةً مرموقةً في السوق بعد قرار الاتحاد الأوروبي في عام 2020 بالسماح باستخدام الحشرات في الغذاء. وتخصصت تيبريتو في إنتاج ما يُعرف بالدودة القشرية، حيث تستغرق عملية تحويل البيض إلى دودة ناضجة عشرة أسابيع، يتم بعدها تنويم الديدان وطهيها بالبخار قبل تجفيفها أو تجميدها استعداداً للبيع. وقد سجلت الشركة زيادةً ملحوظةً في الاهتمام بمنتجاتها في السنوات الأخيرة، وهي تخطط لزيادة إنتاجها عشر مرات لتلبية الطلب المتزايد، مؤكدةً بذلك دورها الرائد في تطوير صناعة البروتين المستدام.