واجه عدد من الموظفين السابقين في شركة الرعاية الصحية "بريمديك" (Premedic) مطالبات مالية بلغت آلاف الكرونات بعد فصلهم من العمل، وسط تهديدات بتحويلهم إلى مصلحة تحصيل الديون السويدية (Kronofogden) في حال عدم السداد. وكشفت صحيفة "أفتونبلادت" أنها تواصلت مع ثمانية موظفين سابقين تعرضوا للفصل من الشركة، ثم طالبوا بدفع مبالغ مالية كبيرة، تراوحت بين 13,000 و17,000 كرونة، وذلك نتيجة لما أسموه "ديون ساعات العمل" أو غيابهم عن العمل بسبب المرض. أعرب لارس أوكيين، أحد الموظفين السابقين في الشركة، عن استيائه من هذه الممارسات قائلاً: "هذا ليس عدلاً على الإطلاق. أشعر وكأننا عدنا إلى زمن العبودية، حيث يُجبر العمال على دفع أموال بعد فصلهم". كيف تتراكم "ديون الساعات" على الموظفين؟ وفقًا لشهادات الموظفين السابقين والوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، فإن الديون تتراكم على الموظفين بطريقتين: إلغاء نوبات العمل المجدولة:تقوم الشركة بإلغاء بعض نوبات العمل في الأيام التي يكون فيها الطلب على النقل الطبي منخفضًا، ما يُجبر الموظفين على أخذ إجازات غير مدفوعة دون تعويض. يقول روجر فريسك، وهو مساعد ممرض سابق في الشركة: "في أيام العطل الرسمية، يتم تقليل عدد المركبات المستخدمة في نقل المرضى، مما يعني أن بعض الموظفين يفقدون نوباتهم المجدولة دون تعويض، مما يؤدي إلى تراكم ديون ساعات العمل عليهم". المطالبة بإثبات طبي منذ اليوم الأول من المرض:وفقًا للموظفين، تطلب "بريمديك" شهادة طبية من اليوم الأول عند الإبلاغ عن المرض. وفي حال عدم تقديمها، يتم تسجيل الأيام على أنها "غياب غير مبرر"، مما يؤدي إلى فرض غرامات مالية على الموظف. يقول وليام، أحد الموظفين السابقين: "حتى لو كنت مريضًا ولم تستطع العمل، فإن الشركة تطالبك بشهادة طبية منذ اليوم الأول، وإلا فسيتم تسجيل غيابك كإجازة غير قانونية وتطالبك بدفع تعويض". خبراء قانونيون: الشركة تنتهك قوانين العمل أوضح الخبير القانوني في شؤون العمل توماس إيسكوج أن ممارسات الشركة تنتهك اتفاقيات العمل الجماعية، مؤكدًا أن القانون يسمح للشركات بطلب شهادة طبية من اليوم الأول فقط إذا قامت بتوفير طبيب للموظفين وتحملت تكاليف الفحص. وقال: "بريمديك لم تقدم أي دعم طبي للموظفين، مما يعني أن طلبها مخالف للقوانين. علاوة على ذلك، فإن عدم دفع رواتب الموظفين بسبب إلغاء نوبات العمل هو خرق صارخ للعقود". وأشار إلى أن الموظفين الذين تضرروا من هذه السياسات قد يكون لهم الحق في تعويضات تصل إلى 20,000 كرونة لكل شخص. قصص من الواقع: مطالبات بالآلاف بعد الفصل من العمل واجه سامير، أحد الموظفين السابقين، مطالبات بدفع 13,000 كرونة بعد فصله، رغم أنه كان في إجازة مرضية لمدة أسبوع. ويقول سامير: "تم فصلي من العمل قبل يوم واحد فقط من موعد ولادة طفلي، بعد عملية قيصرية مخططة. في الليلة السابقة، استدعاني المدير إلى المكتب وأبلغني أنني مفصول دون تقديم أي سبب. شعرت بصدمة شديدة ولم أكن أعرف ما إذا كان يجب أن أكون سعيدًا بميلاد طفلي أو حزينًا بسبب فقدان وظيفتي". من جهته، تلقى هنريك، الذي عمل في نقل المرضى لعدة سنوات، خطابًا يطالبه بدفع 17,000 كرونة بسبب إجازة مرضية لم يتمكن من تقديم شهادة طبية لها، رغم أنه حصل على موافقة الشركة على إجازته عبر البريد الإلكتروني. وقال: "حاولت الحصول على شهادة طبية، لكن المراكز الصحية رفضت إصدارها دون مبرر واضح. عندما رفضت الشركة قبول إجازتي، هددوني بتحويلي إلى مصلحة الجباية (Kronofogden)". رد الشركة رفض الرئيس التنفيذي لشركة بريمديك، كينيث كارلسون، التعليق مباشرة على المزاعم، لكنه أكد عبر بيان رسمي أن الشركة أنهت عقود 19 موظفًا، وأن أي استفسارات حول هذه القرارات تتم معالجتها بالتعاون مع النقابات العمالية. وأضاف البيان: "يتم التعامل مع أي قضايا مالية تتعلق بالموظفين بشكل داخلي وبالتنسيق مع النقابات المعنية". ورفضت الشركة الرد على استفسارات الصحيفة حول المطالبات المالية ضد الموظفين المفصولين.