كانت الأشياء اليومية الصغيرة هي التغييرات الأولى التي ذكرها الكثير من الناس، عندما سألوا عن العادات التي اكتسبوها منذ انتقالهم لإيطاليا. على سبيل المثال، أخبرنا البعض أنهم الآن «يدفعون نقداً مقابل كل شيء تقريباً، وليس باستخدام بطاقات الائتمان». في موازاة ذلك، يقول أحد سكان إيطاليا البريطانيين: «نادراً ما كنت أحمل في المملكة المتحدة UK أكثر من 50 جنيهاً إسترلينياً نقداً، أما هنا في إيطاليا Italy أشعر بالذعر حيث يجب علي حمل كل ما لدي».بينما وصف البعض تخليهم عن أدوات التجفيف واستبدالها بالهواء الطلق، أفاد آخرون بأن خزانات ملابسهم أصبحت أنيقةً منذ انتقالهم إلى إيطاليا Italy، قائلين إنهم يرتدون الآن "أحذية وقبعات جميلة". إضافة إلى الأزرار، يضيف أحد المشاركين: «لم أمتلك قط سترةً في تكساس Texas».في سياق ذلك، كانت العادات الجديدة الأخرى أشبه بمهارات مهمة للبقاء على قيد الحياة، حيث أفاد أحد المشاركين: «تعلمت معاينة الطريق جيداً، تجنباً للسقوط في إحدى الحفر»، وقال مشارك آخر من فلورنسا Florence إنه ينظر إلى الشارع عدة مرات قبل عبور الطريق، ونصح: «كن حذراً للغاية، بغض النظر عما إذا كان الضوء أخضراً أو أحمراً أو برتقالي».عادات المأكل والمشربليس من المستغرب في بلد مشهور بمطبخه مثل إيطاليا Italy، أن الكثير من العادات الجديدة التي تحدث عنها الناس تتمحور حول الطعام. بدءاً من اكتشاف أطعمة مفضلة جديدة، واكتساب معرفة أكبر بأفضل المنتجات الطازجة والموسمية، ووصولاً إلى مجرد تخصيص وقت لتناول غداء "مناسب". وأفاد العديد من الناس أن عادات الأكل والشرب والتسوق قد تغيرت بشكل جذري منذ انتقالهم إلى إيطاليا. كما تكلم المشاركون عن عادة شرب النبيذ (فقط) والماء مع الوجبات، وزراعة أشجار الفاكهة وتناول الفواكه الطازجة. وقال بعض الناس إنهم الآن يشربون المياه المعبأة فقط، وهو أمر لم يعتادوا عليه في بلادهم ناهيك عن النفقات الإضافية، بينما أشار آخرون إلى أنهم بدأوا بتناول البيتزا باستخدام السكين والشوكة. واعترف آخر: «أنا الآن مولع بزيت الزيتون!».من جانب آخر، لاحظ أحد المشاركين الأمريكيين أن رحلة زيارة المتجر الأسبوعية، قد أصبحت رحلةً يوميةً، ومختلفةً تماماً هنا في إيطاليا Italy. وكتبت: «أثناء إقامتي في فلورنسا Florence مع صديق إيطالي، تعلمت شراء الطعام، كنا نتناول الطعام الطازج كل يوم تقريباً. كان من المضحك الاستماع إلى مجموعة من الأصدقاء الإيطاليين وهم يشعرون بالنشوة بسبب المحصول الموسمي من الفاصوليا الخضراء. كما أتذكر في أحد الأطعمة الجاهزة الفاخرة، مشاهدة دودة خضراء ممتلئة الجسم تزحف من طماطم ناضجة. من الواضح تماماً أنها طماطم عضوية».في غضون ذلك، أفاد العديد من الأشخاص بأنهم يستمتعون بتناول بيتزا كاملة بمفردهم واعتبار الأمر طبيعياً، وشرب النبيذ كل يوم مع الغداء والعشاء. واستبدل الكثيرون القهوة بفنجان من الإسبريسو الداكنة، وهم الآن يأخذون فترات راحة متعددة للقهوة على مدار اليوم، وهو أمر لا يعتبر كسلاً بل ضرورةً مُلِّحة.وتيرة الحياة في إيطالياينتقل الكثير من الناس إلى إيطاليا على أمل تغيير وتيرة حياتهم ونوعيتها نحو الأفضل، وقد وجد العديد من المعلقين ذلك بالضبط. حيث قال أحد المشاركين: «الحياة هنا أكثر استرخاءً ومتعةً. أنا أعيش بمزيد من التفاصيل وبوتيرة منخفضة».من الواضح أن أنماط الحياة تختلف اختلافاً كبيراً اعتماداً على ما إذا كنت تعمل أو متقاعداً، والمكان الذي تعيش فيه - قلة من الناس يصفون الحياة اليومية في وسط روما Rome أو نابولي Naples بأنها مريحة - ومع ذلك، تحدث الكثيرون عن تمكنهم من إعادة ترتيب أولوياتهم، والتغييرات الإيجابية في روتينهم اليومي، والمزيد من الاستمتاع بالحياة بشكل عام.كما أخبرنا العديد من الناس أنهم كانوا يشاركون في جلسات استراحات الغداء لمدة ثلاث ساعات، والتي تتضمن ما يُسمى بالـ "ريبوسو riposo" وهي النسخة الإيطالية من "القيلولة". حيث نعلم جميعاً أن الغداء له أهمية قصوى في إيطاليا Italy، وأن الاستلقاء وأخذ قيلولة بعد ذلك، أمر لا يقتصر فقط على عطلات نهاية الأسبوع والإجازات. بالتأكيد ليس كل إيطالي يفعل ذلك (إنه أمر غير معتاد في ميلانو Milan مثلاً) لكن أفاد الكثير من القراء أن الأمر طبيعي في المكان الذي يعيشون فيه ، وأنهم تبنوا المفهوم بأنفسهم بحماس. حيث يقول أحد المشاركين: «لا يمكنني العودة إلى نظام التسعة بخمسة الآن». كما علق مشارك آخر قائلاً: «لا يبدو الأمر وكأنه طريقة طبيعية للعيش»، مضيفاً أن صاحب العمل يسمح بساعتين لتناول طعام الغداء.علاوة على ذلك، أخبرنا آخرون أنهم مشغولون بشرب الليمونسيلو limoncello والاستمتاع بالحياة، ووصفوا شرب المزيد من القهوة، والتدخين، وشرب المزيد من النبيذ، والرقص، وعزف الموسيقى، بالأمور التي تجعلهم يشعرون بتحسن بشكل عام. والأهم من ذلك، قال الكثيرون إنهم الآن "يشكون أحزانهم بشكل أقل". وذكر آخرون أنهم يذهبون في "نزهة passeggiata" بشكل منتظم الآن، ويحولونها من فعل بسيط إلى طقس فني رفيع. ربما يكون للطعام الجيد والقيلولة علاقة بذلك، لكن التحلي بمزيد من الصبر كان شيئًا ذكره الكثير من الناس بخصوص هذا الموضوع.الأخلاقيات المكتسبة من الإيطاليينيبدو أن الاتجاه الملحوظ هو تدهور الأخلاقيات المصقولة للمقيمين الأجانب بعد انتقالهم إلى إيطاليا Italy. حيث يقول أحد المشاركين: «بتُّ أنسى الآن أن أقول من فضلك وشكراً عندما أكون في منزلي في المملكة المتحدة UK، حيث أصبحت إجابتي للأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية بـ "بوه Boh" الذي لم يكن بالجواب الجيد». وقال آخر إنه أصبح يشير إلى الناس عند التحدث إليهم، وعلق ساخراً: «بالتأكيد ستصاب والدتي بالجنون».وجدير بالذكر، أنه أصبح طابور الانتظار ذكرى بعيدةً بالنسبة للبعض، الذين قالوا إنهم الآن يندفعون ويتزاحمون إلى جانب الإيطاليين أو يضحكون على البريطانيين في المطارات مع مرافقيهم في محاولتهم اليائسة للحفاظ على مكانهم في أي طابور.عادات سيئة مكتسبة من الإيطاليينبالطبع لا توجد أي أمة مثالية بلا عيوب، حيث يتمتع الإيطاليون بنصيبهم من العادات السيئة أيضاً، وأفاد العديد من المشاركين أنهم التقطوا بعضاً من هذه العادات المشتركة، التي جعلتهم أقل إعجاباً بأنفسهم.بينما كانت الشتائم أو الصراخ عالياً، والتدخين مرةً أخرى بعد التخلص من هذه العادة سابقاً في وطنهم الأم موضوعات شائعة، لم يكن من المستغرب أن تكون القيادة هي الجانب الوحيد التي يبدو أن المشاركين قد التقطوا فيها أسوأ العادات الإيطالية.في سياق ذلك، قال أحد المشاركين أنه مذنب لقيادته السيارة مثل المجنون، واعترف آخر بأنه أحمق جداً أثناء الحركة المرور. ورغم ذلك أشار العديد من المعلقين، أن هذا كان تأثيراً حتمياً للقيادة على الطرق الإيطالية. واعترف قارئ آخر بأنه لا يأخذ إشارات المرور على محمل الجد عندما يكون في عجلة من أمره على دراجته البخارية، والتي قد تكون أكثر العادات الإيطالية نمطيةً على الإطلاق.