فرز مخلفات الطعام في السويد وتأثيراتها على الفرد

قد يشعر البعض أن مهمة فرز النفايات صعبة بعض الشيء، لكن التزامك بهذه العادة يعد تصرفًا إيجابيًا تشكر عليه؛ فأنت تساهم في تحويل هذه النفايات إلى غازات حيوية تستخدم وقودًا للحافلات وشاحنات القمامة من جهة، وأسمدة حيوية تستخدم في قطاع الزراعة من جهة أخرى.

فمن المهم عند الانتهاء من تحضير طعامك، أن تباشر بفرز قشور الخضروات التي لا تحتاجها؛ إذ يمكن إعادة استخدام ما نسبته 40% من فضلات الطعام في استخدامات ذات فائدة كبيرة، وذلك بالاعتماد على تقنية ذكية تحول قشور الخضار والفواكه إلى غاز حيوي يستخدم وقودًا للحافلات وشاحنات القمامة. بالإضافة إلى تحويل جزء آخر إلى سماد حيوي لمحاصيل المزارعين.

لكن المشكلة تكمن في أن جزءًا كبيرًا من مخلفات الطعام ما زال يحرق دون داع، وهذا ما نحاول تغييره معًا. خاصة وأن عادة فرز النفايات ستعود عليك بالفائدة؛ فالفرز يقلل من كمية النفايات الملقاة، وبالتالي تقليل عدد المرات التي ستحتاج فيها

إلى تفريغ حاويتك الخارجية، الأمر الذي سيوفر عليك الأموال.

سواء أكنت مستأجرًا أو صاحب منزل أو مالك عقار أو مطعم أو مكتب، يمكنك دائمًا إرسال طلب للتسجيل في مساهمة جمع فضلات الطعام على الرابط المعنون كالآتي، "اطلب أو أبلغ عن اهتمامك في جمع نفايات الطعام".

أما إذا كنت تعيش في شقة مستأجرة وتود التأثير على مالك العقار أو مجلس إدارة جمعية السكن التابع لها، يمكنك تقديم نصيحة لهم باتباع الرابط ذاته. فضلًا عن إتاحة خيارات أخرى في الموقع مثل كتابة اقتراح إلى مسؤولي الاجتماع السنوي في جمعية الإسكان أو إرسال خطاب مباشر إلى مالك العقار.

وإن كنت تعيش في شقة ضمن عقار يحتوي على مجموعة كبيرة من الشقق السكنية، حاول أن تطلب من مالك العقار أن يؤمن لك أكياسًا للنفايات أو ابحث عنها في غرفة الغسيل، بالإضافة إلى طلب حاملة مخصصة لهذه الأكياس، فهي تحول دون أن يشق الكيس وتحافظ عليه جافًا.

المطاعم مجبرة على فصل فضلات الطعام

تلتزم نحو 50% من المطاعم في ستوكهولم بفرز فضلات الطعام وهي تعي تمامًا أهمية ذلك. لكن الأمر سيصبح إلزاميًا على كل المطاعم في المدينة ابتداء من 1 يناير/ كانون الثاني 2021. فكل مطعم يقدم أكثر من 25 وجبة في اليوم، مجبر على فصل مخلفات الطعام عن أنواع القمامة الأخرى. وتقرر أيضًا فرض رسوم أقل على خدمة جمع النفايات إن التزم المطعم بفرز نفاياته.

ومن الجدير ذكره أن فائدة فرز فضلات الطعام لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تؤثر بشكل مباشر على جوانب أخرى بيئية وتوعوية واجتماعية. إذ يصبح كل من يمارس هذه العادة مثالًا يحتذى به في المجتمع. لذا يجب على كل من يرغب في اتباع هذا النهج المستدام في فصل النفايات، التواصل مع مالك العقار المسؤول لترتيب المتطلبات اللازمة لفصل نفايات الطعام وضمان تأمين الظروف المناسبة والتنظيم الكافي له.

مساهمة أصحاب العقارات

ويعود القرار لك باعتبارك مالكًا للعقار أو عضوًا في جمعية مالك المستأجر، بفرض فرز فضلات الطعام الخاصة بالمستأجرين في عقارك. وتعد هذه الخطوة مساهمة فعالة للحفاظ على البيئة والحد من المشاكل التي تواجهها، فضلًا عن توفير بعض التكاليف؛ إذ إن إدخال فرز نفايات الطعام ضمن النظام المتبع، من شأنه تقليل كميات النفايات المنزلية العادية، وبالتالي تقليص الحاجة إلى جمع القمامة وخفض التكلفة، خاصة في العمارات السكنية التي تنتج عدة أطنان من فضلات الطعام سنويًا.

المصدر stockholmvattenochavfall