أصبح هطول الأمطار في السويد شديداً بشكل متزايد نتيجة لتغير المناخ، ومع اقتراب الخطر تركت الحكومة الأمر لأصحاب العقارات لحماية أنفسهم من أسوأ العواقب، هكذا تحدث الخبراء وفقاً لصحيفة DN.وقال إريك كارلسون Erik Karlsson من منظمة سويدش ووتر الصناعية branschorganisationen Svenskt Vatten، أن هذه المشاكل ستصبح أكثر شيوعاً مع تزايد هطول الأمطار في السويد.هذا وحذرت المنظمة منذ عدة سنوات بأن أنظمة صرف المياه في السويد قديمة جداً، وذلك يعني بالضرورة أن السويد ستواجه في السنوات القادمة زيادةً حادةً بالرسوم الجمركية على أنظمة صرف المياه. وبالفعل ما تنبأت به المنظمة أصبح واقعاً، حيث ارتفعت الرسوم في ستوكهولم ومالمو بنسبة 25% وفي يوتوبوري بنسبة 8%، وفوق ذلك، تحذر البلدية من رسوم أعلى بكثير في المستقبل القريب.هذه مشكلة وضعناها أمامنا لسنوات عديدةفي الوقت نفسه، يحتاج أصحاب الفيلات أيضاً إلى إدراك أنه يتعين عليهم حماية أنفسهم وممتلكاتهم من الفيضانات، حيث بالرجوع للقانون، فإن أنظمة صرف المياه تتحمل أمطاراً لمدة 10 سنوات، أي هطول أمطار مرة كل عشر سنوات. وبذلك يكون الأمر متروكاً لمالك العقار في حال قرر حماية نفسه أكثر من الأمطار الغزيرة جداً والتي أصبحت متوقعة جداً مع تغير المناخ.يقول كارلسون: «غالباً ما تكون هذه أحداثاً غير عادية ومن الناحية القانونية لا يعود الأمر لأنظمة صرف المياه للتعامل معها، لكن من أجل تقليل العواقب، يحتاج المجتمع بأسره إلى العمل ماً. حيث تحتاج البلديات إلى تحويل المياه من السطح ويحتاج أصحاب العقارات إلى التفكير فيما يجب عليهم فعله بممتلكاتهم الخاصة».وبالحديث عمّا يمكن لملاك العقارات فعله، فإنه توجد العديد من الطرق التي يمكن تطبيقها لرفع مستوى الحماية من الفيضانات، على سبيل المثال، صمام عدم الرجوع والذي يمنع مياه الصرف من تدفق إلى الطابق السفلي، أو يمكن أيضاً فصل الأنابيب السفلية عن المنزل وإبعاد مياه الأمطار.من جانب آخر ترى المحققة إيقا إريكسون Eva Eriksson، أن سبب المشكلة هو البلديات نفسها، حيث توجد مشكلة في الأنابيب التي تتعامل مع مياه الأمطار والصرف الصحي وتتسبب في رجوعها إلى المنازل التي هي في أدنى نظام الصرف، وتقول المحققة: «التغييرات المطلوبة هي قبل كل شيء تقليل خلط مياه العواصف ومياه الصرف، وتقليل معالجة مياه الأمطار في خطوط الأنابيب، وإنشاء مناطق للفيضانات وغيرها من الحلول».وأضافت إريكسون أن خبير المناخ في منظمة التأمين السويدية الصناعية، ستافان موبيرج Staffan Moberg، يعتقد أن على البلديات التعامل مع الفيضانات فوق سطح الأرض بدلاً من إرسالها إلى الأنابيب الباطنية. كذلك أشار الخبير أيضاً إلى مشكلة الطرق السريعة في البلاد. حيث تكمن المشكلة في رفع الجزء المتوسط من الطريق قليلاً عن جوانب الطريق ما يؤدي إلى اتجاه المياه نحو العقارات المجاورة.ويقول الخبير: «في كوبنهاغن، بدأوا في بناء الشوارع منخفضة في الوسط بدلاً من هذا، ففي حالة هطول أمطار غزير، يتدفق الماء في منتصف الشارع بعيداً عن العقارات». هذا وأشار موبيرج إلى أن التعامل مع هذه القضية هو من شأن السياسيين في البرلمان، حيث عليهم وضع خطة للتعاون والتنظيم على المدى الطويل بين البلديات وأصحاب العقارات.هذا وقد ذكر سابقاً أن الكثير من بلديات السويد تقف عاجزة أمام الأحوال المناخية القاسية!.