هذا العام أسوأمن المعتاد ألّا يكون فيروس التنفسي «RSV» قد بدأ انتشاره في مثل هذا الوقت من السنة، لكنّه قد تسبب بانتشار وبائي هو الأسوأ منذ وقت طويل.أكّد علماء الوبائيات، والأطباء هذا الأمر، لكنّ أحداً لم يجرؤ على التكهّن بالوقت الذي سيتراجع انتشاره فيه.وأكدت كاترين أدريان، رئيسة قسم طوارئ الأطفال في مستشفى Drottning Silvia للأطفال في يوتوبوري، زيادة عبء الرعاية بالمصابين بالفيروس بشكل كبير في الأسابيع الماضية، حيث باتوا يستقبلون أكثر من 200 طفل يومياً، وهي نسبة أعلى بـ 40% من الطبيعي، ويعود الفارق كلية إلى الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي.ما هو الفيروس التنفسي RSV؟تبدأ الإصابة بالفيروس عادة كنوبة برد شائعة. جميع الأطفال تقريباً يصابون بالفيروس خلال أول عامين في حياتهم. ينتقل الفيروس بسهولة ليعدي الأطفال الآخرين، والعدوى أكثر شيوعاً في أشهر الشتاء.يكون المرض عادة خفيفاً، لكنّ الأطفال الذين لم يبلغوا العام الأول من عمرهم قد يكونون في خطر الإصابة بمرض خطير.من الأعراض الشائعة للإصابة بالفيروس: سيلان الأنف مع مخاط سميك،السعال،ارتفاع الحرارة الشديد،حساسية العيون واحمرارها،الهسهسة والصفير.تبدأ الإصابة بالفيروس عادة كنوبة برد شائعةاحتياطات كورونا أجلتهعادة ما تشتدّ العدوى بالمرض كلّ عامين، لتصبح الأعراض والانتشار أكثر سرعة ووضوحاً. وقد كان من المتوقع أن تشتدّ موجة انتشار الفيروس في موسم شتاء 2020-2021، لكن بسبب القيود الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، لم يحدث ذلك وتأجل الأمر لهذا الموسم.وكما قال إيريك نورمان، اختصاصيّ حديثي الولادة في مستشفى أوبسالا الجامعي: «الضغط شديد، وفي الوقت ذاته لا يوجد جواب على ما إن كان الانتشار سيتوقف بعد الموجة الأولى الشديدة أم أنّه سيستمرّ حتّى نهاية نيسان».يخشى نورمان، كما يخشى الكثير من الاختصاصيين، أن يزداد الوضع سوءاً ويصبح من الصعب على المستشفيات والعيادات أن تتحمّل الأعباء الإضافية، وبأنّه في حال حصول ذلك سيضطرون للاستعانة بالطاقم من الأقسام الأخرى، تماماً كما حصل وقت وباء كورونا.عادة ما تشتدّ العدوى بالمرض كلّ عامين، لتصبح الأعراض والانتشار أكثر سرعة ووضوحاً.الأطفال هم الأضعفالمشكلة في الإصابة بالفيروس ليست مع البالغين عموماً، بل مع الأطفال. فالأطفال الذين يصابون بالفيروس لم يبلغوا ستّة أشهر من عمرهم قد يواجهون مشكلة بالتنفس من خلال أنوفهم. بالنسبة لهم يصبح التنفس صعباً جداً بسبب إغلاق المخاط لمجرى التنفس، ويتطلب الأمر جهداً شديداً لإزالة المخاط.كما يصعب على الأطفال الأكل أو الشرب بسبب عدم امتلاكهم للقوة لفعل ذلك.كما يمكن للفيروس أن يتسبب بالتهاب في الرغامي، ما يتسبب بالتهاب في القصبات الهوائية، ويدعى التهاب القصيبات «Bronchiolitis». يسبب التهاب القصيبات صعوبة أكبر في التنفس، وسعالاً أكثر حدة، خاصة عند الأطفال الذين لم يبلغوا الأشهر الستة.كما أنّ الفيروس قد يتسبب بذات الرئة، الأمر الذي يتطلب عناية طبية في المستشفى مع أوكسجين، وفي حالات خاصة وصل الطفل إلى منفسة.المشكلة في الإصابة بالفيروس ليست مع البالغين عموماً، بل مع الأطفال. الإحصاءات مهولةأكّدت إحصاءات وكالة الصحة العامة السويدية التي نشرت يوم الجمعة بأنّ حالات الكشف المخبري قد ازدادت بشكل حاد في أيلول، وذلك قبل عدّة أشهر من الوقت المتوقع عادة. وكما قالت عالمة الأوبئة في وكالة الصحة العامة السويدية أناسارا كارنان، فليس من الممكن معرفة متى سيرتدّ انتشار الفيروس، وكلّ ما نعرفه هو متى بدأ.أين يمكن طلب الرعاية الصحية؟ اتصل بمركز رعاية صحية، أو بعيادة طبية خارجية، إن كنت تعتقد بأنّ طفلك الذي لم يبلغ عامه الأول من بين المجموعات التي يشكل فيروس المخلوي التنفسي خطراً عليها.ولكن، وفقاً للتعليمات، عليك دوماً أن تتصل قبل الذهاب إلى العيادة. ذلك أنّ الطاقم سيتمكن عندها من تلقي الحالة دون المخاطرة بنقل العدوى للآخرين.وإن كان الطفل بحالة حرجة وغير قادر على التنفس، فاتصل بـ 112.بعض النصائح للرعاية في الحالات الخفيفةيمكن تخفيف الأعراض بالطريقة ذاتها التي يتم فيها تخفيف أعراض نزلة البرد العادية.يمكن استخدام محلول ملحي مخاطي للمساعدة في حلّ المخاط المتكتل في أنف الطفل الذي يضايق الطفل عند محاولته الأكل أو النوم. يمكن استخدام قطرة المحلول الحال عدّة مرات يومياً.يمكن وضع وسادة مرتفعة قليلاً ليصبح أكثر سهولة على الطفل أن يتنفس، ويخفف من ابتلاعه للمخاط.يمكن ترك الطفل لينام في حاملة أطفال أو في الحضن.أطعم الطفل مرات أكثر إن لم يتمكن من تناول كامل الوجبة مرة واحدة.دع الطفل يشرب سوائل مرات أكثر.اغسل عيون الطفل بمحلول ملحي على قطنة، أو بماء دافئ.أعطِ الطفل دواء لخفض الحرارة في حال الضرورة.الطفل الذي يصاب بالفيروس لا يكتسب مناعة تامة، ولهذا قد يصاب بالفيروس مرة أخرى.يحتاج الطفل المصاب إلى علاج واقٍ في بعض الأحيان حتّى لا تزيد حالته سوءاً، حيث يتمّ منحه سيرينغ فيها دواء مضاد للفيروسات، لكن هذا الأمر يقرره اختصاصي طبي.لا تدخن بالقرب من طفل ولا تضع الطفل في بيئة يزداد فيها خطر مشاكله التنفسية.