فرّت ليديا بروخرنكو البالغة من العمر 87 عاماً، في مارس / آذار الماضي، من أوكرانيا إلى السويد إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. حيث كانت تعيش في مدينة راتفيك، في أوكرانيا، مع ابنتها وزوج ابنتها اللذان كانا يقومان برعايتها. إلا أن مصلحة الهجرة السويدية اتخذت قراراً بترحيل ليديا إلى روسيا. في هذا الصدد، أعربت ابنة ليديا عن قلقها بشأن صحة والدتها. مضيفةً أن امتلاك والدتها للجنسية الروسية هو أحد الأسباب الذي جعل وكالة الهجرة السويدية تتخذ قراراً بترحيلها إلى روسيا، بدلاً من أوكرانيا التي عاشت فيها مدة 15 عاماً. أقارب في الجيش الأوكرانييعمل زوج زانا، ابنة ليديا، السابق، في الجيش الأوكراني، ويُذكر أن ابنها قد التحق أيضاً في صفوف القتال فيه. لكن مصلحة الهجرة كتبت في قرار ترحيل ليديا أنه لا يوجد أي تهديد على حياتها في روسيا، مضيفةً أنها لا تستطيع الحصول على الحماية من السويد. وفي هذا السياق يقول محامي ليديا، جمال أوزكان، إن مصلحة الهجرة تتجاهل تماماً أن موكلته لديها أقارب ملتحقين في صفوف الجيش الأوكراني. بدورها، تُقدر مصلحة الهجرة السويدية أن ليديا بروخرنكو لا تزال تتمتع بعلاقة قوية مع بلدها الأم روسيا لأنها ما زالت تتلقى معاشها التقاعدي منه. إلا أن ليديا نفت ذلك تماماً، مؤكدةً أنها لم تتقاضى معاشاً منذ اندلاع الحرب. يُذكر أنه تم تفعيل توجيهات الهجرة الجماعية للاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار، حيث تقوم السويد بمنح المواطنين الأوكرانيين والأشخاص المحتاجين للحماية في أوكرانيا وأفراد أسرهم تصاريح إقامة مؤقتة. ووفقاً لوكالة الهجرة السويدية، تقدم 47,357 شخصاً بطلب للحصول على تصريح إقامة وفقاً لتوجيهات الهجرة الجماعية في السويد في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان من بينهم 195 مواطناً روسياً فقط، وقد حصل 128 منهم على الحماية في البلاد. ومن جهتها، كتبت المسؤولة الصحفية في مصلحة الهجرة السويدية، أنيكا دالكفيست، أنه تم رفض شخص واحد، وإعادة تصنيف آخرين أو شطبهم أو تركهم دون اتخاذ أي إجراء. "مشكلة متكررة"أوردت جمعية Asylrättscentrum غير الربحية عدة حالات مماثلة. وفي هذا الإطار تقول المحامية في مركز قانون اللجوء، ليتيسيا مينديز: «إن هذه مشكلة متكررة. فالمواطنون الروس الذين عاشوا في أوكرانيا طوال حياتهم يشقون طريقهم إلى السويد ويطلبون اللجوء، في وقتٍ تقرر فيه وكالة الهجرة السويدية ترحيلهم إلى روسيا». تجدر الإشارة إلى أن عائلة ليديا بروخرنكو سوف تستأنف قرار الترحيل، إلا أن مصلحة الهجرة السويدية رفضت إجراء مقابلة حول القضية. وكتبت أنيكا دالكفيست في هذا الصدد، إنه من غير المناسب لمصلحة الهجرة، باعتبارها طرفاً في القضية، الخروج والإدلاء بأي بيان يعلق بالقضية قبل أن تبت محكمة الاستئناف فيها.