يواجه قطاع الأزياء في السويد أزمة حادة، حيث تتزايد الخسائر المالية وتتسارع حالات الإفلاس وسط توجه المستهلكين نحو خيارات أقل تكلفة. وتشير التقارير إلى أن العديد من العلامات التجارية الشهيرة تعاني من صعوبات مالية كبيرة، ما دفع خبراء الموضة إلى وصف الوضع الحالي بأنه «تراجع لمعجزة الموضة السويدية». تراجع حاد وإفلاس شركات بارزة شهدت العديد من العلامات التجارية السويدية البارزة انخفاضًا حادًا في الإيرادات وتفاقم الخسائر المالية. ووفقًا لمراجعة أجرتها صحيفة «أفتونبلادت» لآخر التقارير المالية لعشر شركات أزياء سويدية، فإن بعض هذه الشركات تحقق مليارات الكرونات في المبيعات، بينما تعاني أخرى من أزمات مالية متزايدة. على سبيل المثال، تكبدت علامة Rodebjer خسائر بلغت 22.5 مليون كرونة خلال السنة المالية 2023/2024، مقارنة بخسائر سابقة بلغت 10 ملايين كرونة. كما أعلنت شركة Eytys، ومقرها ستوكهولم، عن إفلاسها في يناير الماضي بعد سنوات من الخسائر المستمرة. كذلك، أعلنت شركة Sneakers n’ Stuff إفلاسها في بداية العام الحالي، حيث أغلقت متجرها الشهير في منطقة سودرمالم بستوكهولم. اقرأ أيضاً: متجر أزياء شهير في يوتيبوري يعلن إغلاقه بعد 13 عامًا من النجاح تأثيرات الأزمة الاقتصادية والمنافسة من سوق الملابس المستعملة يرجع بعض الخبراء الأزمة الحالية إلى تأثيرات ما بعد جائحة كورونا، حيث تراكمت الديون على العديد من الشركات التي لم تتمكن من التعافي. إلى جانب ذلك، أدى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة إلى تقليص القوة الشرائية للمستهلكين، مما دفعهم إلى تقليل إنفاقهم على الملابس والبحث عن خيارات أرخص. إميلي دال، خبيرة الموضة وكاتبة عمود في صحيفة أفتونبلادت، أشارت إلى أن سوق الملابس المستعملة أصبح يشكل منافسة قوية للعلامات التجارية السويدية. وقالت: "العديد من المستهلكين باتوا يفضلون شراء الملابس المستعملة عبر منصات مثل Vinted وSellpy، مما يضر بمبيعات العلامات التجارية الجديدة، خاصة تلك التي تفتقر إلى قيمة إعادة بيع مرتفعة." وأضافت أن بعض العلامات التجارية الأجنبية مثل Ganni، التي تحظى بشعبية كبيرة عالميًا، لا تزال تحافظ على قيمة جيدة في سوق الملابس المستعملة مقارنة بالعلامات السويدية التي تفقد قيمتها بسرعة. يرى الخبراء أن العلامات التجارية السويدية لم تتمكن من مواكبة التغيرات السريعة في عالم الموضة. حيث باتت العديد من الشركات تكرر نفس التصاميم دون إدخال تغييرات جذرية، مما أفقدها عنصر الجذب. وقالت دال:"العلامات التجارية السويدية باتت متحفظة في تصاميمها، ولا تأخذ مخاطر كافية. على سبيل المثال، علامة Rodebjer تكرر نفس التصاميم مثل القمصان التقليدية التي اعتاد الناس على شرائها منذ سنوات، مما جعلها تفقد جاذبيتها." لكن هناك بعض الاستثناءات، حيث تمكنت Acne Studios من تعزيز مكانتها في سوق الأزياء الفاخرة بفضل استثماراتها في التصميم المبتكر. فقد بلغت إيراداتها خلال 2022/2023 أكثر من 2 مليار كرونة، مع أرباح تجاوزت 71 مليون كرونة. المصممون يواجهون تحديات كبيرة سيسيليا بلانكينز، مؤسسة علامة الأحذية Your Blankens، أكدت أن ارتفاع تكاليف الإنتاج أثر بشكل كبير على هوامش الربح في قطاع الأزياء. وقالت بلانكينز: "تكلفة المواد والشحن ارتفعت بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين. أصبح من الصعب تحقيق الأرباح في ظل هذه الظروف." وأضافت أن العلامة التجارية الخاصة بها تمكنت من تجاوز الأزمة من خلال نهج حذر، حيث لم تتوسع بسرعة كبيرة وحافظت على ميزانية متوازنة. يرى الخبراء أن قطاع الأزياء السويدي بحاجة إلى تحول جذري في أساليب التصميم والتسويق لاستعادة جاذبيته. تقول بلانكينز:"يجب أن يصبح عالم الموضة أكثر إبداعًا وجرأة. في السويد، الجميع يرتدون نفس الملابس تقريبًا. حان الوقت لكي يعود الأزياء إلى كونها وسيلة للتعبير عن الهوية."