تواجه شركة الدفع الشهيرة "كلارنا" انتقادات متزايدة بسبب تواجدها على عدد من مواقع التسوق غير الموثوقة التي تستخدم نظام الـ "دروبشيبينغ لبيع بالعمولة عبر الشحن المباشر"، حيث يشتكي العديد من المستهلكين من استلام بضائع رديئة أو صعوبة إرجاع المنتجات. ورغم الانتقادات السابقة، ما زالت كلارنا تُستخدم كوسيلة دفع على هذه المواقع.وفقًا لتقرير من هيئة الإذاعة السويدية (SVT)، فقد تبين أن كلارنا موجودة كخيار دفع على 23 من أصل 41 موقعًا نشطًا تم الإبلاغ عنها في أغسطس، وعلى اثنين من أكبر 20 موقعًا تم الإبلاغ عنها هذا العام. هذه المواقع تُستخدم غالبًا في عمليات "دروبشيبينغ"، وهي طريقة تجارية تعتمد على شحن المنتجات مباشرة من المصانع إلى العملاء دون تخزينها من قِبل البائع.أحد العملاء المتضررين، سُرى العلوسي من مدينة مولندال، قال: "لقد اشتريت من الموقع لأنهم كانوا يستخدمون كلارنا كوسيلة للدفع". يعلق خبراء المستهلكين أن وجود كلارنا يمنح إحساسًا زائفًا بالأمان للمستهلكين، إذ يرون الموقع أكثر جدارة بالثقة بمجرد وجود كلارنا.كلارنا: مشكلة تخص القطاع بأكملهأعرب المتحدث باسم كلارنا، جويل هيدين، عن أسف الشركة لوجودها على تلك المواقع، مؤكدًا أن المشكلة تتعلق بالقطاع ككل وليس فقط كلارنا. وأشار إلى أنه رغم وجود شكاوى، فإن كل حالة تتطلب تحقيقًا للتأكد من حقيقتها. كما قامت كلارنا باتخاذ إجراءات لزيادة معايير الجودة وتقليل الشكاوى بنسبة 70% منذ مايو 2024.تظل مواقع التسوق التي تعتمد على نظام "دروبشيبينغ" تحديًا كبيرًا للمستهلكين، حيث غالبًا ما تكون البضائع غير مطابقة للوصف أو تصل متأخرة. على المستهلكين توخي الحذر عند الشراء والتحقق من مواقع التسوق قبل إتمام عمليات الشراء. وتحث كلارنا عملاءها على الاستفادة من حقوقهم القانونية في حال حدوث نزاع مع البائعين.الدروبشيبينغ هو نموذج عمل تجاري يعتمد على بيع المنتجات عبر الإنترنت دون أن يمتلك البائع مخزونًا خاصًا به. بدلاً من ذلك، يقوم البائع بعرض المنتجات على موقعه الإلكتروني أو منصته، وعندما يقوم العميل بشراء منتج ما، يقوم البائع بطلب هذا المنتج مباشرة من المورد أو المصنع الذي يقوم بشحنه إلى العميل.يتميز هذا النموذج بأن البائع لا يحتاج إلى إدارة المخزون أو التعامل مع عمليات الشحن والتخزين، مما يجعله خيارًا مغريًا لرواد الأعمال. ومع ذلك، يمكن أن تنطوي على بعض السلبيات، مثل تأخر الشحن أو استلام منتجات ذات جودة أقل من المتوقع، مما يؤدي إلى شكاوى من العملاء.