قال مرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي eu climate observatory، الخميس الماضي، "أن الجفاف الشديد أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية خلال الصيف الأكثر حرارةً التي سجلته أوروبا العام الماضي. وهي ظاهرة يمكن أن تتكرر مع ارتفاع درجة حرارة القارة بما يقارب ضعف المعدل العالمي".وقالت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) في تحديثه السنوي: «انخفض منسوب ثلثي أنهار أوروبا إلى ما دون المستويات المتوسطة، فلقد اختفت خمس كيلومترات مكعّبة من الجليد من الأنهار الجليدية في جبال الألب».كما وارتفعت درجة حرارة أوروبا بمعدل ضعف سرعة المتوسط العالمي 2.2 درجة مئوية على مدى السنوات الخمس الماضية مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة بسبب الانبعاثات التي سببّت ارتفاع حرارة الكوكب والتي كان مسبّبها الرئيسي هو الإنسان.وتقول خدمة كوبرنيكوس، التي تراقب العديد من مؤشرات المناخ عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلى الأدوات الأرضية والبحرية: «شهد عام 2022، العام الثاني الأكثر حرارةً والصيف الأكثر حرارةً منذ أن بدأت السجلات المقارنة في الخمسينيات من القرن الماضي».في السياق ذاته، تقول سامانثا بورجيس، نائبة مدير الـ C3S: «إن التوقعات لعام 2023 لا تزال غير مؤكدة، ولكن مع وجود تركيزات أعلى من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، تزداد احتمالية حدوث المزيد من السنوات الدافئة».وتتابع: «إن التربة في جنوب أوروبا لا تزال جافةً بشكل لا يصدق، وستكون الآثار محسوسةً في هذا العام ما لم يكن لدينا هطول كثيف للأمطار في الربيع». وتضيف: «لسوء الحظ، من المحتمل أن تكون التأثيرات موجودةً بالفعل في الموسم الزراعي. لذلك من المحتمل أن نشهد انخفاضاً في إنتاج المحاصيل هذا العام بسبب جفاف فقرة الشتاء والربيع».الجفاف في أوروبا شهدت القارة تساقطاً للثلوج والأمطار أقل من المتوسط في شتاء 2021-2022، تلتها موجات حر طويلة في الصيف ضربت قِطاعات الزراعة والنقل النهري والطاقة، وقد تسببت موجات الحر في حرائق الغابات، حيث بلغت انبعاثات الكربون من حرائق الصيف أعلى مستوياتها منذ عام 2017 في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.وأفاد التقرير أن قلة الثلوج الشتوية وارتفاع درجات الحرارة في الصيف أدى إلى خسارة قياسية للجليد من الأنهار الجليدية في جبال الألب، وهو ما يعادل خسارة أكثر من 5 كيلومترات مكعبة من الجليد.خفض الانبعاثاتأكدت الخدمة أنّ أوروبا قد تلقت في عام 2022، أكبر كمية من الإشعاع الشمسي السطحي منذ 40 عاماً، التي تُعد بمثابة فرصة لإنتاج الكهرباء المتجددة. وأضافت أن الحرارة في غير أشهر الصيف قلّلت من الطلب الإجمالي على الكهرباء. ومع ذلك، ارتفع الطلب في جنوب أوروبا مع قيام الناس برفع أجهزة تكييف الهواء لديهم.وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015، تعهدت الدول بخفض استخدامها للوقود الأحفوري بهدف الوصول إلى انبعاثات صفرية لهذه الغازات للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.ويشير تقرير صدر هذا الشهر من مركز أبحاث المناخ Ember، إلى ارتفاع نسبة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتسجل 12% من الكهرباء في العالم في عام 2022. وتوقع أن تبلغ الانبعاثات من الوقود الأحفوري ذروتها في عام 2023.من جهتها، تقول دانييلا شميدت، أستاذة علوم الأرض في جامعة بريستول، معلّقةً على تقرير كوبرنيكوس: «لدينا العديد من خيارات التكيف المتاحة اليوم من خلال تغيير العرض والطلب».