ليس غريباً على أي شخص زار برشلونة Barcelona أو عاش فيها، مدى أهمية أن يراقب متعلقاته وممتلكاته، خاصةً أثناء وجوده في وسائل النقل العامة أو في وسط المدينة. حيث تشتهر العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 5.6 مليون نسمة بشكل خاص بكونها عاصمة إسبانيا للنشالين. كما تقع المدينة في كثير من الأحيان ضحية شعبيتها، حيث توجت دراسة صادرة في يوليو/ تموز عام 2022، صنفت برشلونة Barcelona المدينة الأكثر زيارةً في أوروبا هذا الصيف.تتمثل إحدى عواقب ذلك في أن برشلونة قد أصبحت منجم ذهب للمجرمين ذوي المستوى المنخفض الذين لا يستغلون فقط وفرة السياح المشتتين الذين يستكشفون المعالم السياحية الجميلة في المدينة، ولكن أيضاً حقيقة أن القانون الإسباني يسمح لهم بسرقة السلع التي يصل سعرها إلى أقل من €400 ولا يواجهون عقوبة السجن إذ ما قُبض عليهم.في سياق ذلك، تُلخّص المشكلة بأسلوب شبه مكتوب، عندما شوهد لص في الخلفية خلال مقابلة تلفزيونية حديثة كان فيها سائح يغني مادحاً العاصمة الكتالونية Catalan capital، حيث ألتقط اللص حقيبة ظهره وهرب بها بعيداً. كما أنه بين شهري يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران من عام 2022، حدثت حوالي 36386 حالة "هورتو Hurto" في برشلونة، وذلك وفقاً لأحدث تقرير عن الجريمة صادر عن الحكومة الإسبانية.وجدير بالذكر، أن كلمة "هورتو Hurto" تعني باللغة الإسبانية أشكالاً مختلفةً غير عنيفة لسرقة ممتلكات الآخرين، بدءاً من النشل إلى سرقة المتاجر وعمليات السطو. وهذا يعادل 200 عملية سطو غير عنيفة يتم الإبلاغ عنها يومياً في برشلونة.خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، رغب مركز موسوس دي إسكوادرا Mossos d' Esquadra في ولاية كاتالونيا التأكيد على أن 17000 عملية سطو غير عنيفة التي ارتكبت في برشلونة كانت "بعيدةً" عن المستويات التي شوهدت في عام 2019، وذلك قبل الإغلاق الذي حصل أثناء فترة الوباء، وكذلك القيود المحلية وقيود السفر التي أدت إلى عدد أقل من السكان المحليين والسياح الذين يجب سرقتهم في عامي 2020 و2021. ومع ذلك، فقد أقروا بأن البيانات تشير إلى وجود عودة إلى "الحياة الطبيعية" في مواجهة مثل هذه الجنايات.كما هو الحال، فإن 363,86 عملية سطو غير عنيفة تم تسجيلها في النصف الأول من عام 2022، وهو رقم أقل بكثير من 676,37 عملية سطو تم الإبلاغ عنها خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، الذي كان عاماً قياسياً للجريمة في العاصمة الكتالونية، حيث ارتفعت نسبة عمليات السرقة حوالي 40% مقارنةً بأرقام عام 2018. لكن الارتفاع كان أكثر حدةً في عام 2022، الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 79.2% في عدد عمليات السطو غير العنيفة خلال النصف الأول من العام. وعندما يتم تضمين بيانات شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب في التقرير التالي، قد تكون الزيادة أكثر دراماتيكية.من المثير للقلق أن معدل جرائم العنف ارتفع أيضاً بنسبة 41%. حيث كانت هنالك تقارير في الصحافة الكاتالونية ومقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت تظهر كيف تركز العصابات المنظمة الآن على سرقة المجوهرات والساعات الفاخرة من المارة، وسحب العناصر بعنف من الضحايا في وضح النهار.أما بالنسبة لعمليات السطو، فوفقاً لشركة التأمين الإسبانية إستاموس سيجيروس Estamos Seguros إن برشلونة ليست المدينة التي شهدت أعلى معدل عمليات اقتحام في إسبانيا في عام 2022، لكنها المدينة التي تبلغ فيها قيمة العناصر التي سرقها اللصوص في المتوسط الأعلى. كما لا يزال النشل هو الشكل الأكثر شيوعاً للسرقة غير العنيفة في العاصمة الكتالونية، مع تكرار المجرمين جريمتهم مرة أخرى غير منزعجين من إلقاء القبض عليهم من قبل الشرطة.في هذا الصدد، قد يساعد تغيير القانون الجنائي الإسباني الذي تم تنفيذه في يوليو/ تموز 2022 والذي سيشهد إعادة تجريم اللصوص الذين يسرقون بضائع تقل قيمتها عن €400 أمام القاضي في القضاء على مثل هذا الإفلات من العقاب.كما تجدر الإشارة إلى أن عمليات السطو غير العنيفة قد زادت بنسبة 51% في المتوسط في جميع أنحاء إسبانيا في عام 2022، لكن برشلونة تبرز مرة أخرى على أنها المدينة التي ينتشر فيها النشل وأشكال السرقة الأخرى، أعلى من المدن الكبرى الأخرى مثل مدريد Madrid وفالنسيا Valencia حيث تمثل السرقة غير العنيفة مشكلة أيضاً.