ريال مدريد ونقاط القوة التي جعلته يفوز بدوري الأبطالرياضة "أكتر"... انتصر ريال مدريد – نادي كرة القدم الإسباني الذي تتعدى شهرته بلاده وأوروبا لتصل إلى جميع أنحاء العالم – في أمسية البارحة على نادي ليفربول الإنكليزي بهدف مقابل لا شيء، في مباراة أقلّ ما يقال عنها أنّها ممتعة وتحبس الأنفاس. لكن يرى البعض، ورغم عراقة اسم ريال مدريد، بأنّه لم يضمّ أسماء كبيرة كالتي اعتاد الجمهور على رؤيتها هذا الموسم. فكيف تمكن من هزيمة فرق مثل باريس سان جيرمان، ومانشستر سيتي، وليفربول؟Manu Fernandezنقاط قوة ريال مدريدالكرة الإيطالية والقدرة البدنيةبعد مجيء الإيطالي أنشيلوتي لتدريب ريال مدريد، بات واضحاً أنّ لمسة «الكرة الإيطالية» باتت حاضرة بقوة في ريال مدريد. ولكن لا تقتصر اللمسة الإيطالية على الفكرة الشائعة المرتبطة بالدفاع، بل أيضاً على القدرة على اللعب كامل المباراة وكأنّها الدقيقة الأولى، وذلك من أجل اقتناص أيّ مساحة وتسجيل هدف قاتل منها. المتابع لريال مدريد في المواسم الماضية يدرك بأنّ الفريق الحالي ليس مختلفاً فقط من الناحية البدنية، بل خضع لتحسينات جذرية.وفي المباراة النهائية لدوري الأبطال، كان لدى ريال مدريد حوالي ٢٢ يوماً للتحضير للمباراة النهائية، وحسمه لقب الدوري المحلي في بداية شهر أيار، الأمر الذي عنى بأنّ ريال مدريد كان يلعب آخر ٤ مباريات في الدوري المحلي كأنّه يلعب مباريات ودية. Kirsty Wigglesworthلاعبون ديناميكيونبالمقارنة مع الأسماء التي تلعب في باريس سان جيرمان ومان سيتي وليفربول، يبدو لاعبو الريال أقلّ تجدداً، ويعود ذلك إلى نقص التعاقدات التي قام بها ريال بداية الموسم. لكنّ اللاعبين المفتاحيين الذين يلعبون في ريال – الكبار والصغار منهم – كانوا يتمتعون بديناميكية ممتازة بالتجاوب مع ايّ مستجدات في المباريات، والمبارة النهائية ضمنها. فإن تحدثنا عن بنزيما والطريقة التي تطور فيها كهداف وكصانع ألعاب، أو عن مودريتش الذي يبدو مضاداً للكبر في السن، أو عن كروس القادر على التحول إلى الدفاع والهجوم بلمحة بصر، فنحن نعلم تماماً قيمة هؤلاء الخبرات.لكن من ناحية أخرى، شهدنا كيف تطوّر أداء فينيسيوس جونيور إلى درجة لم نعد نميزه عن اللاعب الذي كان يتلقى الشتائم الموسم الماضي. كان فالفيردي، فتى طائراً بحق في المباراة النهائية، لدرجة أنّه لولا وجود كورتوا ربما لكان أفضل لاعب في المباراة. كابافينغا، والذي اعتقد كثيرون بأنّ أنشيلوتي سيبدأ به المباراة، أو يدخله في الدقيقة ٧٠ على أقل تقدير بسبب تميزه في المباريات الأخيرة، كان قادراً ببنيته القوية وسرعته على فرض أسلوب لعب في الكثير من المباريات. ربّما لو دخل كابافينغا في الدقيقة ٧٠ لوضع هدفاً من ركلة بعيدة بعد أن شاهدنا عدم قدرة بقية اللاعبين على فعل ذلك.Dmitry Lovetskyالدقّة والانضباطلم يعد ريال مدريد فريقاً يهدر الكثير من الفرص والتمريرات. فإن نظرنا فقط إلى مباراته مع ليفربول، لوجدنا بأنّ دقة التمريرات هي ٨٥٪ (٤٤٦ تمريرة من أصل ٥٢٥).تمكن ليفربول من صناعة ٢٣ هجمة، أثمرت ٩ ركلات ضمن حدود المرمى، و٦ خارج المرمى. بينما لم يقم ريال مدريد سوى بثلاث محاولات، حقق من إحداها هدفاً.Manu Fernandezرونالدو جديدلن نقوم بالمقارنات هنا، ولكن من الواضح أنّ فينسيوس جونيور، بسرعته وقدرته المذهلة على التخلّص من المراقبة، ناهيك عن الانسجام بشكل سريع مع ردّات فعل الخصوم، والتنسيق مع الزملاء، قد يكون هو رونالدو القادم بالنسبة لريال.يأمل الكثيرون بأن يصبح فينسيوس بطل ريال الجديد، فبالنسبة للمتابعين سيضمن وجوده تحطيم الخصوم، وبالنسبة للحياديين سيضمن مشاهدتهم لعبة جميلة مهما كان الفريق الخصم لريال مدريد.Manu Fernandez