مقالات الرأي
لماذا لاجئو أوكرانيا أهم ... مقال رأي
Aa
Foto Markus Schreiber
نشرت صحيفة إكسبرسن مقال رأي لفرهاد جاهانماهان وسيسيل بيرشون بعنوان: «لماذا يُنظر إلى الأوكرانيين كلاجئين "صحيحين" أكثر؟». تقدّم لكم منصّة "أكتر" أبرز ما ورد فيه بعد ترجمته وإعداده من قبل فريق التحرير.
جاء في المقال:
كان من الضروري بالتأكيد موافقة الاتحاد الأوروبي في ٣ آذار/مارس على تفعيل «توجيه اللاجئين الجماعي» للاجئين من أوكرانيا. تشير توقعات المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي، إلى أنّ أربعة ملايين سيحتاجون للحماية من قبل الاتحاد الأوروبي. لكنّ الكثير من المؤشرات تقول بأنّ الرقم سيكون أعلى.
يعني «توجيه/تعهيد اللاجئين الجماعي» أنّ اللاجئين الأوكرانيين سيحصلون على تصريح إقامة لعام واحد، ويمكن تمديده لعامين، مع الحقّ في العمل والرعاية والدراسة.
على جميع القوى التي تدعو للإنسانية والديمقراطية أن تعمد إلى التعاون وتلبية الاحتياجات الهائلة لجهود اللاجئين. قد يبدو من «غير اللائق» التأكيد اليوم على ما تعنيه حدود أوروبا المغلقة، وعلى التطرف اليميني، والعنصرية، وحقيقة أنّ السويد تتبع سياسة لجوء مقيّدة منذ ٢٠١٥. لكن أيضاً من المهم التأكيد على أنّ حقوق الإنسان وسياسة اللجوء الإنسانية يجب أن تنطبق على الجميع.
حقّ اللجوء للجميع
من الطبيعي أن يؤدي الوضع الأمني المروّع والجحيم الذي يعيشه الشعب الأوكراني إلى ضياع الصورة العامة للاجئين.
الحروب والصراعات في اليمن وسورية والصومال وأفغانستان وتشاد مستمرة، وتدفقات اللاجئين الكبيرة مستمرّة معها أيضاً. ما يجب التحذير منه أنّ بقيّة اللاجئين قد يتضررون بشدّة، وأنّ على الاتحاد الأوروبي والسويد ضمان تطبيق حقّ اللجوء، حتّى عندما يحتاج ملايين اللاجئين الأوكرانيين لجميع الموارد المتاحة.
تقول المادة ١٤ من إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: «لكلِّ فرد حقُّ التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتُّع به خلاصًا من الاضطهاد»، ما يعني أنّ على حقوق الإنسان العالمية أن تستمرّ بالوجود، بالرغم من توجيه اللاجئين الأوروبي.
لا تستخدموا أوكرانيا كذريعة
ما لا يجب أن يحدث هو قيام الاتحاد الأوروبي باستخدام اللاجئين الأوكرانيين كذريعة لعدم قبول من يحتاج الحماية والحق القانوني باللجوء من أمكنة أخرى. من المناسب هنا أن نذكّر بأنّ كلّ من التشيك وبولندا وهنغاريا قد أدينت من قبل محكمة العدل الأوروبية لرفضهم قبول اللاجئين أثناء موجة ٢٠١٥. يؤكد هذا لنا الطريقة المختلفة التي تعاملت فيها الدول مع اللاجئين من أوكرانيا، واللاجئين من خارج أوروبا.
كما لا يجب أن ننسى في خضمّ تضامننا مع أوكرانيا، القوى اليمينية المتطرفة، والقومية، والمناهضة للديمقراطية. عندما يصبح من القانوني، ودون من يجادل في ذلك، أن يتمّ تعريف اللاجئين الأوكرانيين بوصفهم «لاجئون صحيحون»، بينما يصبح اللاجئون الآخرون «غير صحيحون». وكذلك الإشارة إلى الاختلافات الثقافية وأوجه التشابه، ولون البشرة، والدين، كتبريرات لكرم الضيافة والاستقبال الأوروبي الواسع.
نحن اليوم على وشك الانتقال إلى خطاب وممارسة عنصريّة شديدة الخطورة. التحدي الكبير أمام حركة اللجوء اليوم هو الدفاع عن حقّ اللجوء كحقّ عام، وعدم السماح بإضفاء الشرعية على انتهاكات الحق بذريعة التضامن مع أوكرانيا.
٨٠ مليون هارب
يشير التحذير إلى أنّه حتّى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، بات حرس الحدود داخل الاتحاد الأوروبي يرفضون اللاجئين والمهاجرين بالقوّة.
وفقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يفرّ أكثر من ٨٠ مليون شخص من الحرب والقمع والفقر والتهديدات البيئية، وإذا تخلّى الاتحاد الأوروبي عن مسؤوليته العالمية، فسيؤدي ذلك حتماً إلى عواقب وخيمة.
لذلك يجب أن يوضّح الاتحاد الأوروبي بأنّه لن يستثني أحداً من حقّ اللجوء، بغضّ النظر عن ملايين اللاجئين من أوكرانيا الذين يتحمّل الاتحاد الأوروبي المسؤولية عنهم، بشكل جماعي، ومنفرد.